Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المغرب يرفض لعب دور “دركي” إسبانيا

دخلت العلاقات المغربية الإسبانية مرحلة جديدة من التصعيد، عنوانها “الرفض المعلن للعب دور “الدركي” أمام اسبانيا و الإتحاد الأوروبي، على إثر إستقبال إسبانيا لزعيم مليشيات “البوليساريو” بالأراضي الإسبانية بهوية مزورة و بتواطئ مع النظام الجزائري، وإختيار المغرب لغة الوضوح وفرض الأمر الواقع أمام اسبانيا، والمعاملة بالمثل أمام سلوكات وتصرفات الدول المجاورة، حيث استدعى المغرب بشكل مستعجل سفيرته في مدريد كريمة بنيعيش، بعدما استدعت الخارجية الإسبانية السفيرة المغربية ، وأبلغتها أن “مراقبة الحدود كانت ويجب أن تظل مسؤولية مشتركة بين إسبانيا والمغرب” بحسب تصريح وزيرة الخارجية الإسبانية ارانتشا غونزاليس لايا، حيث شددت كريمة بنيعيش سفيرة المغرب في إسبانيا ، في تصريح صحافي قبل استدعائها من قبل الحكومة الإسبانية ” في العلاقات بين الدول، هناك أفعال لها عواقب يجب تحملها”، في إشارة إلى قرار إسبانيا تقديم الرعاية الطبية لزعيم جبهة البوليساريو وعدم تقديم أجوبة مقنعة بعد ذلك، وأضافت السفيرة المغربية أن هناك مواقف لا يمكن قبولها، وشددت على أن “العلاقات بين الدول المجاورة والأصدقاء يجب أن تقوم على أساس “الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها”.
ودعت الأمم المتحدة، المغرب وإسبانيا إلى التهدئة والتوصل إلى اتفاق بينهما، تفاديا للمزيد من التصعيد، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك ” أعتقد أنه من المهم للغاية أن يتوصل المغرب وإسبانيا إلى اتفاق لمحاولة تهدئة الوضع”، ووفقا للناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، فإن الأزمة التي اندلعت في الساعات الأخيرة هي أيضا ” مثال آخر على التحديات التي نواجهها جميعا في محاولة إدارة الهجرة العالمية بطريقة إنسانية تحترم الكرامة الإنسانية للناس”.
و استدعت وزارة الخارجية الإسبانية، سفيرة المغرب في مدريد كريمة بنيعيش بعد وصول أكثر من 5000 مهاجر غير شرعي إلى مدينة سبتة المحتلة، وكشفت وسائل إعلام إسبانية، أن سلطات مدريد عقدت اجتماعا مع السفيرة بنيعيش لبحث أزمة الهجرة والتدفق الهائل للمهاجرين السريين خلال الساعات القليلة الماضية، وأعلنت السلطات الإسبانية، في وقت سابق وصول أكثر من 5000 مهاجر إلى سبتة المحتلة، ليشكلوا رقما قياسيا لعدد المهاجرين الوافدين في يوم واحد.
من جهته أكد المصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، أن إقبال دولة إسبانيا على استقبال رئيس جماعة البوليزاريو المسلحة، وإيوائه بأحد مستشفياتها بهوية مزورة، ودون اعتبار لحسن الجوار الذي يوجب التنسيق والتشاور، أو على الأقل الاخبار في مثل هذه الأحوال، “لهو إجراء متهور غير مسؤول وغير مقبول إطلاقا”.
وتساءل الرميد، في تدوينة له نشرها بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، “ماذا كانت تنتظر اسبانيا من المغرب، وهو يرى أن جارته تأوي مسؤولا عن جماعة تحمل السلاح ضد المملكة؟”، “ماذا كانت ستخسر اسبانيا لو أنها قامت بالإجراءات اللازمة في مثل هذه الأحوال، لأخذ وجهة نظر المغرب بشأن استضافة شخص يحارب بلاده؟”.
وواصل الرميد تساؤلاته، قائلا “لماذا لم تقم اسبانيا بالإعلان عن وجود المعني بالأمر على ترابها بهويته الحقيقية؟ أليس ذلك دليلا على أنها متأكدة من أن ما قامت به لا يليق بحسن الجوار؟”، “ماذا لو كان المغرب هو من فعل ما فعلته اسبانيا؟”، يبدو واضحا، يردف الرميد، أن اسبانيا فضلت علاقتها بجماعة البوليزاريو وحاضنتها الجزائر على حساب علاقتها بالمغرب، مضيفا أن “المغرب الذي ضحى كثيرا من أجل حسن الجوار، الذي ينبغي أن يكون محل عناية كلا الدولتين الجارتين، وحرصهما الشديد على الرقي به، أما وأن إسبانيا لم تفعل، فقد كان من حق المغرب أن يمد رجله، لتعرف اسبانيا حجم معاناة المغرب من أجل حسن الجوار، وثمن ذلك، وتعرف أيضا أن ثمن الاستهانة بالمغرب غال جدا، فتراجع نفسها وسياستها وعلاقاتها، وتحسب لجارها المغرب ما ينبغي أن يحسب له، وتحترم حقوقه عليها، كما يرعى حقوقها عليه”.
من جهته أكد نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس في حديث لإذاعة إسبانيا الرسمية ، أن “أوروبا لن تسمح لأحد بترهيبها”، في تعليق على التدفق الأخير للمهاجرين إلى جيب سبتة الإسباني، واعتبر شيناس أن أوروبا لن تقع “ضحية هذه التكتيكات”، وقال شيناس إن “سبتة هي أوروبا وهذه الحدود هي حدود أوروبية وما يحدث هناك ليس مشكلة مدريد، إنما مشكلتنا جميعا ” كأوروبيين.
و أعربت بروكسل عن تضامنها مع إسبانيا ودعت المغرب بلسان المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون، إلى منع “العبور غير القانوني” للمهاجرين من أراضيه.
وأكد شيناس أن “لا أحد يمكنه أن يرهب أو يبتز الاتحاد الأوروبي” مذكرا بأنه “في الأشهر الـ15 الأخيرة حصلت محاولات من جانب دول أخرى لاستغلال” مسألة الهجرة، وقال “لا يمكن أن نسمح بذلك” مسميا تركيا في تصريحه.

Exit mobile version