Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المغرب يعلن إعادة فتح سفارته بدمشق وبوريطة يجري مباحثات مع نظيره السوري ببغداد

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم السبت، مباحثات ثنائية مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وذلك على هامش أشغال القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة بالعاصمة العراقية بغداد.

وتأتي هذه المباحثات في سياق دبلوماسي لافت، أعقبه إعلان رسمي من الملك محمد السادس، في الخطاب الذي وجهه للقمة العربية، عن قرار المملكة المغربية إعادة فتح سفارتها في دمشق، بعد أكثر من عقد من القطيعة الدبلوماسية التي بدأت مع اندلاع النزاع السوري سنة 2012.

عودة دبلوماسية لطي صفحة القطيعة

قرار إعادة فتح السفارة المغربية في سوريا يمثل تحولا بارزا في موقف الرباط، ويأتي في إطار الانفتاح التدريجي الذي تشهده العلاقات العربية مع دمشق منذ قرار جامعة الدول العربية في ماي 2023 إنهاء تعليق عضوية سوريا واستعادتها لمقعدها.

وكان المغرب قد أغلق سفارته بدمشق في 2012 على خلفية تصاعد الأزمة السورية، واختار آنذاك دعم الحل السياسي وفق الشرعية الدولية ورفض الحل العسكري. وقد دعت الرباط في أكثر من مناسبة إلى حل سياسي شامل يحفظ وحدة سوريا وسيادتها ويضع حداً لمعاناة شعبها.

لقاء يعيد الحرارة للعلاقات الثنائية

وخلال اللقاء بين بوريطة والشيباني، ناقش الطرفان سبل تفعيل العلاقات الثنائية بعد قرار إعادة فتح السفارة، إلى جانب قضايا التعاون العربي المشترك، في ظل تحديات إقليمية معقدة تستدعي مواقف موحدة واستراتيجيات تنموية وأمنية مشتركة.

ويُتوقع أن تُعيد الخطوة المغربية العلاقات الدبلوماسية إلى مستواها الطبيعي، تمهيدا لإعادة تفعيل التعاون في عدد من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، خاصة في ظل التحولات الإقليمية ومساعي الرباط لتعزيز علاقاتها المتوازنة في محيطها العربي.

توجه استراتيجي نحو الواقعية الدبلوماسية

ويفسّر مراقبون هذا التحول المغربي في الملف السوري بـ”توجه جديد نحو الواقعية السياسية والدبلوماسية“، لاسيما في ضوء الإجماع العربي على استعادة سوريا لمكانتها داخل المنظومة الإقليمية، واستحضارا لدور دمشق التاريخي داخل الجامعة العربية.

كما تأتي هذه الخطوة ضمن رؤية ملكية شاملة لإعادة التموقع الاستراتيجي للمغرب عربياً، وتفعيل دبلوماسيته المتوازنة التي تراهن على الانفتاح، والحفاظ على استقرار الدول، ودعم الحوار بدل المواجهة.

Exit mobile version