كشفت وزارة الصحة عن تفعيل “نظام اليقظة الصحية” لمواجهة أي احتمال لتسرب حشرة “بق الفراش” إلى البلاد، حيث أكد بيان لوزارة الصحة، أنه “تفاعلا مع خبر انتشار حشرة بق الفراش في إحدى الدول الأوروبية (في إشارة إلى فرنسا)، ومن أجل ضمان عدم دخولها إلى التراب الوطني عبر البوابات الحدودية للمملكة، باشرت وزارة الصحة بتنسيق مع مختلف السلطات العمومية المتدخلة في مجال المراقبة الصحية على الحدود، إلى تفعيل نظام اليقظة الصحية والرصد الاستباقي، تحسبا لأي تسلل وانتشار لهذه الحشرة”.
وأشارت إلى أنه “على إثر إنذار صادر عن ربان سفينة قادمة من ميناء مرسيليا بفرنسا، وبعد الاشتباه في وجود بق الفراش في مقصورة الطاقم، قامت مصالح المراقبة الصحية الحدودية بميناء طنجة المتوسط، التابعة لوزارة الصحة بتفعيل الإجراءات التي يتم بها العمل في مثل هذه الحالات”، وتابعت “بحيث دأبت على إجراء تفتيش دقيق لجميع مكونات السفينة وحمولتها والأماكن العامة على متنها، وقد بينت نتيجة التفتيش عدم وجود أي حشرة على متن السفينة بما في ذلك بق الفراش”.
و أظهرت مقاطع مصورة “بق الفراش”، الذي يغزو وسائل النقل العام، ودور السينما، وغيرها من مجالات الحياة اليومية ، وقال نائب عمدة باريس إيمانويل غريغوار، الأحد، لمحطة “LCI” الإخبارية الفرنسية: “علينا التحلي بالهدوء، وأن نفهم أنه في الواقع لا يوجد أحد في مأمن”.
و قررت السلطات المغربية تفعيل نظام اليقظة الصحية والبيئية بعد الحديث عن وجود حشرة “البق” على متن باخرة مسافرين وصلت إلى ميناء طنجة المتوسطي من ميناء مارسيليا الفرنسي، وموازاة مع ذلك أعرب العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية في المغرب عن مخاوفهم من احتمال انتشار “البق”.
وحول الموضوع يرى الخبير في السياسات والنظم الصحية المغربي، الطيب حمضي، أن “عودة انتشار بق الفراش عالميا ترجع إلى اكتسابه مقاومة ضد المبيدات البديلة وتطور السفر والرحلات عبر العالم الأمر الذي يساهم في نقل الحشرات بسرعة، بالإضافة إلى التعاطي مع عملية إعادة استعمال وشراء الأشياء القديمة وإدخالها للمنازل”.
وأوضح حمضي أن ” ارتفاع درجات الحرارة يساعد “بق الفراش” على التكاثر بشكل أسرع وبقائه على قيد الحياة لمدة أطول، لافتا إلى أن وجودها وانتشارها غير مرتبط بتاتا بمستوى النظافة أو المعيشة داخل أي أسرة”.
وبشأن التهديد الذي يمكن أن تشكله هذه الحشرة، أكد حمضي أنه يكمن في صعوبة القضاء عليها بصفة نهائية عند دخولها للمنزل، قائلا إنها “عملية ليست سهلة أمام سرعة انتشارها وطرق اختبائها وهي عملية مكلفة ماديا لاسيما إذا تمت الاستعانة بخدمات شركات مختصة في محاربة الحشرات”.
وبشأن تأثيرها على صحة الإنسان، أكد المتحدث ذاته أنها “لا تهدد صحة الإنسان بشكل كبير بعد أن ثبت علميا عدم نقلها للأمراض خاصة الفيروسات والبكتيريا الطفيليات”، لافتا إلى أن تأثير عضتها تنتج عنه حكة وحساسية في الجلد قد تفرز بعض الالتهابات والتقرحات وأن “تأثيرها النفسي أكبر لأنها تتسبب في الهلع والقلق ومشاكل في النوم” _ يقول حمضي.