قدم السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة ، محمد عروشي، السبت في كيغالي، توصيات وخلاصات الدورة الثامنة للمنتدى الإقليمي الإفريقي للتنمية المستدامة ، وكذا إعلان كيغالي.
فبعد ثلاثة أيام من النقاشات والمداولات، قدم السيد عروشي، بصفته النائب الثاني لرئيس مكتب الدورة الثامنة للمنتدى الإقليمي الإفريقي للتنمية المستدامة، هذه التوصيات والرسائل الرئيسية ، والتي تم تقسيمها إلى ثمانية محاور. وجرى تقديم هذه التوصيات أمام مجموعة من الوزراء الأفارقة وصناع القرار والشخصيات البارزة ، وهي تشمل الأولويات والخيارات السياسية والحلول التي يتعين أن تمكن إفريقيا من تسريع تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
ففي ما يتعلق بالاحتياجات المالية في فترة ما بعد الجائحة تمت التوصية بأن تعمل الحكومات الإفريقية “في شراكة مع القطاع الخاص والجهات الفاعلة الدولية مثل الأمم المتحدة والمصارف المتعددة الأطراف لمواجهة التحديات العاجلة ، وخاصة في مجالات البنية التحتية والصحة” .
وتسلط هذه التوصيات الضوء أيضا على الحاجة إلى مواءمة خطط واستراتيجيات التنمية الوطنية مع محتوى أجندة 2030 وأجندة 2063 وكذلك إنشاء آليات تخطيط مندمجة لتسهيل هذا المسار.
وبخصوص الاندماج الاقتصادي الإقليمي، فإن البلدان الإفريقية مدعوة إلى جعل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (Zlecaf) أداة نوعية لتعزيز التعاون الإقليمي وآلية رئيسية للتصنيع، بهدف تعزيز القدرة التنافسية للاقتصادات الإفريقية، ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن أيضا على المستوى العالمي، من خلال الاستفادة من الفرص التي يوفرها هذا الفضاء القاري. وبالإضافة إلى ذلك ، تم حث الدول الإفريقية واللجنة الاقتصادية لإفريقيا وشركاء التنمية الآخرين ، بما في ذلك Afreximbank والبنك الإفريقي للتنمية على الاستثمار في بناء القدرات وآليات الدعم التي تمكن من التنفيذ والحصول على التمويل والرصد وتقييم التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2063.
وفي ما يتعلق بإعلان كيغالي، أكد هذا الأخير، أن “هذا المنتدى تميز بنقاشات مثمرة ركزت على رصد وتقييم التقدم المحرز ، وتبادل الخبرات في ما يتعلق بالتنمية المستدامة في إفريقيا ، ووضع الرسائل الرئيسية الهادفة إلى تسريع وتيرة التنمية المستدامة في القارة وتنفيذ أجندة 2030 وأجندة 2063 “.
ويدعو إعلان كيغالي إلى اعتماد إصلاحات النظام المالي الدولي من خلال دمج آليات التمويل المبتكرة التي بدأتها وقادتها البلدان الإفريقية لضمان استدامة الديون الإفريقية ودعم تطوير الحلول القائمة على الطبيعة والانتعاش الأخضر والمستدام وكذلك التعافي ما بعد فترة كوفيد 19. وشارك نحو 1800 مشارك في هذا المنتدى السنوي المتعدد الأطراف، والذي نظمته بشكل مشترك اللجنة الاقتصادية لإفريقيا وحكومة رواندا بتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للتنمية وهيئات أخرى في منظومة الأمم المتحدة . وانعقدت هذه الدورة، التي ترأس حفل افتتاحها الرئيس الرواندي بول كاغامي، تحت شعار “بناء المستقبل بشكل أفضل: إفريقيا خضراء ودامجة ومرنة ومستعدة لتحقيق برنامج التنمية المستدامة 2030 وأجندة 2063”.
وكان المغرب قد انتخب في اليوم الأول لهذا الاجتماع الإقليمي، نائبا ثانيا لرئيس مكتب الدورة الثامنة لهذا المنتدى الإقليمي.
