كشف سعد الدين العثماني، أن التدخل المغربي القوي والحازم في المعبر الحدودي الكركرات، تحول إستراتيجي سيكون له ما بعده في سياسة المغرب بملف الصحراء المغربية، بعدما تمكنت القوات المسلحة الملكية المغربية من إسقاط أوهام الإنفصاليين، وتدمير وهم “الأراضي المحررة” ووهم عزلة المغرب الديبلوماسية، و وهم “دعم المجتمع الدولي لأطروحة الانفصال”.
وشدد رئيس الحكومة، على أن ” ما وقع في الكركرات من تأمين الحركة المدنية في الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا يعدّ “تحولا إستراتيجيا مهمّا جدا”، فتح الباب أمام بعث مجموعة من الإشارات لكثير من أصدقاء المغرب وسيقوي مواقفها الداعمة للمملكة.
وأشار رئيس الحكومة، أن” الدعم الدولي الواسع للتدخل العسكري المغربي في معبر الكركرات، عرف و لأول مرة في معركة يدخلها المغرب هذا القدر من البلاغات الداعمة للحق المغربي، بطريقة مباشرة وليس بالطريقة الدبلوماسية المعتادة في التعامل بين الدول، موضحا أن جل الدول أعلنت صراحة أنها “مع مغربية الصحراء”، مؤكدا أنه تحول “صدم” خصوم الوحدة الترابية للمغرب، و يفتح أمام المغرب آفاقا جديدة من أجل حسم هذا النزاع نهائيا.
وشدد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين لحزب التقدم والاشتراكية، على أن أهمية ما وقع في معبر الكركرات لا تكمن فقط في إرجاع الوضع إلى ما كان عليه قبل “قطع الطريق” فيه من قبل ميليشات موالية لجبهة البوليساريو، بل الأهمّ هو ما أعقب هذا التدخّل المحدود والناجح للجيش المغربي من ردود فعل الدول الكثيرة الداعمة للمملكة.
وكان رئيس الحكومة شدد على أن”الاستفزازات”الأخيرة التي لجأت إليها جبهة البوليساريو الانفصالية جاءت نتيجة “الهزائم المتلاحقة التي مُنيت بها الأطروحة الانفصالية”، وأن الهزائم المتتالية التي مُنيت بها الجبهة الانفصالية، داخليا وخارجيا، ووازتها في المقابل الانتصارات ذات البعد الدبلوماسي والاقتصادي والتنموي التي حققها المغرب، جعلتهم يتحولون إلى قّطاع طرق”.
ووجه رئيس الحكومة، إنذار إلى جبهة البوليساريو من مغبة الإقدام على محاولة استفزاز المغرب مرة أخرى، على غرار ما قامت به في معبر الكركرات، بقوله: “القوات المسلحة الملكية لكم بالمرصاد كلما سولت لكم أنفسكم تجاوز الحدود، وإن عدتم عدنا”، موضحا ” أن المغرب تحلّى بدرجة عالية من الصبر، ونبه الأمم المتحدة إلى الخروقات التي ترتكبها ميليشيات الجبهة الانفصالية، “ولكنهم تمادوا في طغيانهم وتجاوزوا كل الحدود، فكان لا بد من التدخل لردعهم”.
واعتبر رئيس الحكومة، أن تدخل القوات المسلحة الملكية لإعادة فتح معبر الكركرات، وإقامة حزام لتأمين الحركة التجارية هناك “يُعدّ تحولا إستراتيجيا سيكون ذا أثر إيجابي كبير مستقبلا، لأن الطريق لن تقطع مرة أخرى”، مبرزا أن “تنقل الأفراد والبضائع بالمعبر الحدودي ليس مهما فقط بالنسبة للمغرب، بل هو مهم للدول الإفريقية أيضا، وفي مقدمتها موريتانيا”.
وأكد رئيس الحكومة أن الهزيمة الجديدة التي تلقتها “ميليشيات البوليساريو سبقتها هزائم أخرى قاسية، تمثلت بالأساس في فتح عدد من الدول قنصليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، معتبرا أن هذه الخطوة “شكلت ضربة قاسية لأطروحة الانفصاليين كلها، لأنهم كانوا يتوهمون بأنه لا توجد دولة تعترف بمغربية الصحراء، ليأتي فتح هذه القنصليات ليُشكل اعترافا بمغربية الصحراء، ولينهي أطروحة الانفصال فيها”.