Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المنتخب الوطني.. انطلاقة صحيحة نحو اللقب

محمد عفري
قدم المنتخب الوطني لكرة القدم أوراق اعتماده كمنافس قوي قادر على نيل اللقب الإفريقي الذي تبقى الخزانة الرياضية الوطنية فقيرة منه، حيث لا تتوفر إلا على واحد ، يعود تاريخه إلى 1976 حققه المنتخب الوطني، في نسخة أصبحت متجاوزة من حيث القوانين ومن حيث طريقة التنظيم، لم تضم حينها إلا ستة منتخبات، وكانت نتيجة التعادل في المباراة الأخيرة ضد منتخب البلد المنظم؛ إثيوبيا؛ كافية لإحراز هذا اللقب الذي ظل ” يتيما في سجل الكرة الوطنية، يحتاج إلى “إخوان”، فيما هيمنت كرة القدم المصرية والكاميرونية والنيجيرية والغانية والزامبية على لقب هذه التظاهرة التي تعد واجهة ثقافية – رياضية – اجتماعية لقارة، أنهكها الاستغلال، عبر الاستعمار والإمبريالية، لأياديها العاملة وطاقاتها البشرية والفكرية المتميزة، إلى حد تجنيس أبنائها، ليس حبا في سواد أعينهم، وإنما طمعا في مؤهلاتهم البدنية في فترة، وفي فترة لاحقة في مؤهلاتهمالفكرية والمعرفي والإبداعية فنا وثقافة…
ظلت إفريقيا بعد استقلال دولها محطة صراعات إثنية وجغرافية وطاقية مادية، وظلت تظاهرة كأس إفريقيا للأمم “سوقا” رياضيا قاريا تتهافت عليه كبريات الشركات والقنوات التلفزية للدول الاستعمارية، لترويج منتجاتها المتنوعة أكثر من ترويج ثقافاتها وتثبيت قيّمها، عبر النقل التلفزي والإشهار، وظل المنتخب الوطني حاضرا في غالبية دوراته هذا السوق/العرس الرياضي الإفريقي، الذي يشغل بال السواد الأعظم من المهتمين بكرة القدم والمتتبعين لها في القارات الخمس، كما السواد الأعظم من المغاربة الشغوفين بكرة القدم، التواقين دوما إلى إحراز لقب إفريقي من طرف المنتخب الوطني، إسوة بباقي منتخبات باقي الدول الإفريقية (مصر – الكاميرون بالخصوص..) وإسوة بما قدمته بعض الأندية المغربية كالجيش والرجاء والوداد في منافسات كأسي عصبة الأبطال والكاف، في نسختيهما القديمة والجديدة، حيث يبقى لفريق الرجاء عدد وافر من ألقابهما يصل إلى التسعة متبوعا بالوداد من حيث هذا العدد.
انتصر المنتخب الوطني بحصة مطمئنة على نظيره التانزاني (3-0)، في بداية مباريات المجموعة السادسة بمنافسات كأس إفريقيا للأمم، التي تدور أدوارها بالكوت ديفوار، على امتداد شهر من الثالث عشر من يناير الجاري إلى الحادي عشر من فبراير المقبل، وهي التظاهرة التي تحظى باهتمام إعلامي كبير وترويج أكبر، نظرا لقيمة المنتخبات الوطنية المشاركة فيها، وضمنها المنتخب الوطني الذي شرف كرة القدم الإفريقية والعربية والإسلامية ببلوغه نصف نهائي كأس العالم الأخير المنظم بقطر، واحتلاله في الترتيب النهائي لهاته الكأس، المرتبة الرابعة.
بهذا الانتصار فك المنتخب الوطني المغربي عقدة بدايات المنتخبات العربية المشاركة إلى جانبه في هذه التظاهرة، حيث لم يتجاوز المنتخب المصري نتيجة التعادل في مباراته الأولى بمجموعته، وكذلك الشأن بالنسبة للمنتخب الجزائري، فيما كانت نتيجة منتخبي تونس وموريتانيا مخيبة، بحصدهما الهزيمة في أولى مبارياتهما من هاته التظاهرة القارية الدولية.
بحجم الثقل السيكولوجي الذي يحمله المنتخب المغربي في هذه التظاهرة بقيادة المدرب وليد الركراكي، حيث لم تعد الغاية الأولى والأخيرة مقتصرة على المشاركة من أجل المشاركة أو الخروج من الباب الكبير كما حدث في العديد من النسخ لهاته الكأس، وإنما أصبحت إحراز اللقب الذي استعصىعلى جيل كامل، رغم ما توفر له من الإمكانيات المادية اكثر مما توفر من الطاقات البشرية، ورغم ما قدمه منتحب وطني قبل عشرين سنة من الأن ببلوغه المباراة النهائية ضد منتحب البلد المضيف، تونس، كان المدرب الحالي، وليد الركراكي، واحدا من لاعبيه.
البداية بانتصار وبحصة مطمئنة، أجمل ما يتمناه أي طاقم تدريبي لفريق او منتخب في تظاهرة قارية يشاهدها العالم، بحجم كاس أمم إفريقيا، الذي يدخل منافساتها، المنتخب المغربي بطموح الفوز بلقبها، لتكريس نهضة كرة القدم الوطنية، التي توهجت على صعيد منتخباتها السنية، من الصغار إلى الكبار، مرورا بالمنتخب الأولمبي المؤهل لأولمبياد باريس 2024، وانتهاء عند الأسود الذين بصموا على مسار مشرف جدا جدا، في كاس العالم الأخير. لدلك، فالانتصار بالطريقة التكتيكية الناجعة والنتيجة الرقمية العريضة، يعتبر انطلاقة صحيحة للمنتخب الوطني، وهو يضع لقب هاته النسخة من كاس أمم إفريقيا، صوب أعينه للفوز به..
حظ موفق في باقي المباريات لىتحقيق المبتغى..

Exit mobile version