Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المنتخب الوطني..فشل منظومة بكاملها

محمد عفري
خرج المغرب مرة أخرى، من منافسات كأس إفريقيا، خاوي الوفاض من دور الربع. على الرغم من حالة “الهالة والهيلمان” التي ضربت على هذا المنتخب، تحطمت آمال الفوز بثاني كأس إفريقية للأمم، على صخرة المنتخب المصري الذي أصبح “صنايعي”، بمعنى “حِرَفي” في نيل الألقاب، وخاصة منها ألقاب كاس إفريقيا للأمم، التي جعلت منه سيد إفريقيا بسبعة كؤوس إلى الآن. أما كؤوس وبطولات إفريقيا للأندية، فحدث ولا حرج، لأن تاريخ الأهلي وأرقامه شاهد على العصر، نفس الشيء بالنسبة للزمالك.
للأسف أن الفرصة كانت مواتية لجيل لن يتكرر من لاعبي المنتخب المغربي، لكنها ضاعت. على الرغم من الأموال الطائلة التي سخرت لهذا المنتخب ومحيطه، وعلى الرغم من التجهيزات والعتاد و المواد الغذائية التي رافقته وكل إمكانيات الدعم التي أحاطت به، كان الفشل هو المآل. فأين مكمن الفشل.
فالمنتخب المصري الذي أقصانا واعتاد أن يقصينا، يبني دائما أسس منتخبه الوطني على دعامات بطولته الاحترافية المحلية، أي لاعبين من فرق الأهلي والزمالك و المقاولون و بيراميدس و بورسعيد، وغيرها، ويعززهما، عند الضرورة، بمحترفين قلائل، بإمكانهم تأكيد القيمة المضافة. على النقيض منه ومن كل المنتخبات الوطنية، نبني نحن فريقنا الوطني على أساس مغاربة العالم، الذين لايكفيهم الوقت للتأقلم مع بعضهم البعض، فالأحرى ان يتالقموا مع كرة القدم في إفريقيا وأجوائها وطقوسها الخاصة. يعني هذا أن بطولتنا المحلية أضعف مما يكون من بطولات العالم لكرة القدم، ومع ذلك، خلقنا لها عصبة وسميناها عبثا بطولة “احترافية” وخصصنا لها أموال باهظة دون نتيجة تذكر، بلا إنتاج لاعب” يُعوّل عليه” في نظر أي ناخب و طني أجنبي كلفناه بمهمة الإشراف على منتخبنا الوطني .فوق كل ذلك، اعتمدنا على رجال “تقنوقراط” لتدبير شؤون الكرة الوطنية، لا ماضي لهم ولا أرقام في تاريخ الكرة المغربية،اللهم الانتهازية والاستغلال (الانتخابات، الأموال و تبييضها و الأعمال..)، وبالمفهوم الذي تحدثت عنه الرسالة الملكية السامية لموجهة إلى المناظرة الوطنية للرياضة في 2008. في حين أن الضرورة تقتضي أن “يخرج” مصطفى حجي ونور الدين النيبت وعزيز بودربالة ومصطفى الحداوي وغيرهم من جبّة “الموظفين” لدى الجامعة المتسترين وراء التأطير التقني، بمقابل مادي شهري مكلف جدا، “يخرجون” إلى مسؤولية التسيير. أتمنى ان أرى لاعبا دوليا سابقا رئيس ناد مغربي من حجم الرجاء والوداد أوالماص أوالفتح أو الدفاع الجديدي.. أتمنى أن أرى لاعبا دوليا سابقا رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو كاتبا عاما أو.. أو كما هو الحال في مصر وفي الكاميرون و قبلهما في ليبيريا
من باب تحمل “التكنوقراط” مسؤولية الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا انه يظن أن التاهل إلى كاس إفريقيا إنجاز وان التاهل إلى كاس العالم تالق وإنجاز، و الحال أنه لو ” أهل” السيد لقجع وجامعته المنتخب الوطني إلى بطولة كاس إفريقيا مئات المرات دون الفوز بلقبها فإنه كمن يصب الماء في الرمل أومن “يسم”ر بغلا ميتا”، ولكم أن تتصوروا حجم الأموال التي صرفت من أجل التاهل إلى ” الكان” وأثناءها ليكون الخروج مذلا و من دور ربع النهائي، لكم أن تتصوروا حجم ابتعادنا عن مفهوم” رابح- رابح” الذي كرسناه للقارة الإفريقية. لكم أن تتصوروا ايضا حجم الأموال المهدورة عند تاهلنا إلى مونديال روسيا، وحجم ميزانية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و أن تقارنوها بحجم ميزانيات تونس و بوركينا فاسو وغينيا و الكونغو.
النجاح في كرة القدم ليس أن يسافر ثلاثي تسيير” فاشل”( لقجع، الناصيري، أيت منا)على متن طائرة خاصة إلى الكاميرون (في تحد سافر لقانون منع النقل الجوي احترازا من كورونا) من أجل الضغط على اللاعبين وليس لدعمهم..
ليس النجاح أن يقوم لقجع ،بكل المسؤوليات التي يتحمل، بنفس “الخدمة” التي أداها عند اجتماعه بالمنتخب الرديف بعد حصة تدريبية في “قطر”، ليكررها، مع المنتخب الأول في ياواندي..
ليس النجاح أن يدعم آيت منا، صاحب الهالة والجاه( بلا صفة جامعية) بلغته العربية الفصيحة (قبة البرلمان شاهد)، لاعبين لا يجيدون إلا الفرنسية والإنجليزية ..
ماذا قدم سعيد الناصري رئيس العصبة الاحترافية للمنتخب الوطني، وهوالذي يجيد”كل اللغات”بسوابقه الإفريقية بمفهوم “خاسر – خاسر” إذ إنّ خسارة الوداد “قضية رادس” ببشاعة ،إن لم تكن شاهدا، فالعدد الكافي لفريقه من ملفات النزاعات لدى “طاس” الى حدود اليوم دليل على القيمة الإضافية التي يمكن ان يفيد بها هذا الرجل الكرة المغربية وليس المنتخب الوطني فقط.
الثلاثي “لقجع – الناصيري- آيت منا”، بحبهم للفريق الوطني والكرة المغربية، ألم يكن بوسع واحد منهم التدخل لصالح الكرة الوطنية لإقناع هاليلوزيتش في قضية “الانضباط” غير المفهومة لزياش والمزراوي، في مرحلة كان المغرب في حاجة إلى كل أبنائه؟؟..
حاجة المنتخب المغربي الى رأس حربة من قبيل عبد الرزاق حمد الله هداف جل الدوريات وهداف ثلاث قارات، ألم تحرك ساكنا لدى ثالوث ” لقجع، الناصيري، آيت منا” للتدخل إلى إعادته إلى صفوفنا. ماذا فعل حمد الله ليكون خارج المنتخب المغربي، وماذا لم يفعل فيصل فجرليكون رسميا المنتخب.
إن كان الانظباط الأخلاقي هو سبب زياش مزراوي نصر الله، أقول للرجال الثلاثة ما قاله عيسى عليه السلام عن تلك المرأة التي جنحت:” من كان منكم بلا خطيئة ، فل يرمها بحجر”

Exit mobile version