Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المنحى الوبائي الهاجس المقلق للوضعية الصحية

أدرجت فرنسا المغرب و الجزائر ضمن القائمة الحمراء لوباء “كوفيد-19″، حيث بات على الوافدين غير الملقحين من المغرب والجزائر إلى فرنسا تقديم مبرر ملح للسفر وفحص سلبي النتيجة وعزل أنفسهم مدة عشرة أيام بعد وصولهم لفرنسا.
ونشر المرسوم الصادر عن وزارة التضامن والصحة والمتضمن القواعد لهذين البلدين اللذين لديهما روابط وثيقة مع فرنسا، في الجريدة الرسمية الخميس على أن تدخل حيز التنفيذ السبت، وتقديم مبرر ملح للسفر يجب أن يكون مدعوما بدليل فيما يجب أن يكون الفحص السلبي النتيجة أجري ضمن الثماني والأربعين ساعة قبل الوصول إلى فرنسا، وينبغي على الملقحين تقديم دليل على أنهم تلقوا اللقاح.
وتسجل في المغرب فورة وبائية دفعت السلطات إلى توسيع حظر التجول الليلي وفرض قيود على بعض التنقلات في حين تشهد الجزائر أيضا موجة جديدة من الإصابات.
وتصنف فرنسا الدول في ثلاث فئات بحسب خطورة الوضع الصحي فارضة تدابير متفاوتة الصرامة على الوافدين منها، وتضم الفئة الحمراء الدول التي يكون فيها المرض منتشرا على نطاق واسع.
وارتفعت نسبة الحالات الحرجة والوفيات بـ”كوفيد-19″ بشكل كبير خلال الأيام الماضية، مسجلة أرقاما غير مسبوقة منذ بداية الجائحة، مع توقعات بارتفاع أكبر مع انطلاق الموسم الدراسي وبداية شهر شتنبر الذي يعرف انتشار الأنفلونزا الموسمية.
ووصلت الموجة الحالية من كورونا ذروتها ، إذ في حالة استمرار أرقام الإصابات الجديدة في الارتفاع، فإن هذا يعني أن الأوضاع ستسوء أكثر فيما يرتبط بنسبة الحالات الحرجة والإماتة.
وشرح الاختصاصي في علم الفيروسات مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح للصحافة، على أن أرقام الإصابات الجديدة بـ”كوفيد-19″ قد عرفت ارتفاعا على مدى الأيام الفارطة وتشهد استقرارا طفيفا في الوقت الحالي، وقال الناجي ” لا يمكن أن نعرف في الوقت الحالي ما إذا كنا نعيش ذروة الموجة أم إن الأوضاع ستتدهور أكثر في القادم من أيام”، مشيرا إلى أن الأمر رهين بمدى استقرار أرقام الإصابات الجديدة المسجلة، وأضاف “إذا ما استمرت الأرقام في الاستقرار مستقبلا، فهذا يعني أننا نعيش ذروة الموجة. أما إذا ما عادت لترتفع، فإن ذلك يعني العكس، وبالتالي ستتدهور الأوضاع أكثر فأكثر”، مؤكدا أنه ” لا يوجد إلا عاملان اثنان يمكنهما كسر هذا الارتفاع: الالتزام بالتدابير الاحترازية وتسريع وتيرة التلقيح”.
واستعانت وزارة الصحة بالوحدات الطبية المتنقلة لتقريب الخدمات الصحية من المواطنين، خاصة الذين يعيشون في المناطق النائية، لكن هذه الأنشطة الطبية سرعان ما تراجع حضورها، لا سيما في ظل دخول البلاد موجة جديدة من “كورونا”.
وصفت وزارة الصحة الحالة الوبائية بالمغرب بـ”المقلقة”، معبرة عن قلقها البليغ من ارتفاع الحالات الحرجة المرتبطة بوباء “كوفيد-19″، على مدى الأسبوعين الماضيين، والذي نجم عنه ارتفاع في عدد الوفيات، بعدما ذكر أستاذ علم المناعة بجامعة مولاي عبد الله بفاس عن “رفض” 35 بالمائة من المصنفين ضمن لوائح المدعوين لعمليات التلقيح برفض التلقيح وعدم أخذ جرعات اللقاح حسب ما أفاد به للقناة الأولى، فيما حيث قال عبد الكريم مزيان بلفقيه رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بالوزارة، في تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية للجائحة خلال الفترة من 3 إلى 16 غشت الجاري، “إن تحسن المؤشرات المرتبطة بنسب توالد الحالات والإيجابية، لا يغني عن ملاحظة ازدياد في الحالات الحرجة التي تسببت، مع الأسف، في الرفع من عدد الوفيات”.
و سجلت الحالات الحرجة ارتفاعا قياسيا إذ بلغت 1946 حالة ” زائد 126 في المائة”، خلال الأسبوعين الأخيرين، مما شكل ضغطا كبيرا على المنظومة الصحية تمثل في تجاوز ملء الأسرة المخصصة للإنعاش لنسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، وارتفع عدد المرضى الموجودين تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي والوفيات، على التوالي، بنسبتي 42 و36 في المائة، بسبب تفشي الفيروس في كافة مناطق المملكة.

Exit mobile version