Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المهن الموسمية في عيد الأضحى.. الركود الكبير

مع حلول عيد الأضحى، كانت تتسارع وتيرة نشاط العديد من المهن والأنشطة الموسمية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بعيد الأضحى، إلا أنه ومع الغلاء الفاحش الذي ضرب قطاع المواشي، سجلت هذه النشاطات الموسمية ركودا رهيبا وغير مسبوق.

في السابق، كانت توجد حركة كبيرة في الأسواق التي تصاحب هذه المناسبة، غير أن العكس الذي حصل خلال هذه السنة، حيث يواجه المقبلون على المهن الموسمية صعوبات كبيرة في تحسين دخلهم أو تعويض مهنهم الأصلية.

 

محمد من الرباط، خصص هذه الفترة من السنة لبيع “السكاكين” و”المشاوي” قال لصحيفة “النهار المغربية” إن هذه المناسبة كان يعول عليها كثيرا حتى يوفر ما يمكن أن يساعده في شراء أضحية العيد، إلا أنه تفاجئ بالإقبال الضعيف، بسبب الغلاء الذي أثر على جميع القطاعات.

 

وأضاف المتحدث وهو ينظر إلى بضاعته المتراكمة، أن هناك ركود رهيب في السوق، مرجحا سبب هذا الأمر إلى الأضاحي التي فاقت أثمنتها كل التوقعات.

 

وخلص محمد والحسرة في عيونه، أن الوضع أصبح مقلقا، يجب أن تنظر هذه الحكومة بعين الرحمة للمغاربة الذين ينتمون للفئة الفقيرة والهشة.

 

العديد من الشباب يستغلون فرصة العيد لجمع بعض المال من خلال المهن الموسمية مثل بيع الشاي في أسواق الغنم، ومنهم من يبيع الفحم لشي اللحم، ومنهم من يشتغل في نقل الأضاحي من السوق إلى المنازل في عربات صغيرة وعلى الدرجات النارية.

معاد شاب يتابع دراسته في التكوين المهني، ينشر التبن في الحي الذي يسكنه، يشتكي بدوره من الإقبال الضعيف، حيث أكد أنه إلى حدود يوم الجمعة الإقبال شبه منعدم ولا يرقى إلى مستوى تطلعاته.

بدوره، مراد الذي يبلغ من العمر حوالي 52 سنة، يجر آلة متنقلة متهالكة لشحذ السكاكين، يقول للصحيفة إن عمله في العادة يتمثل خلال أيام العيد بالتنقل من منطقة إلى أخرى لكسب الرزق من شحذ السكاكين والفؤوس لتهيئتها لتؤدي غرضها في تقطيع الأضحية وجعلها جاهزة للطبخ أو للشي، إلا أن هذه السنة الأمر يبدوا مختلفا بسبب تدني مستوى المعيشة.

 

ورغم كل هذه الظروف، تحتل الأعياد مكانة كبيرة في نفوس المغاربة، حيث يسعون لاستقبالها كل عام بحسب قدراتهم المادية، وتسارع العديد من العائلات النفس إلى اقتناء أضحية العيد حرصا على ممارسة الطقوس والعادات الاجتماعية التي تلمّ شمل الأهالي والجيران وتبعث السعادة في نفوس الأطفال.

 

في هذا الصدد، قالت امرأة خمسينية للصحيفة وهي تقف في محل لبيع التوابل تحضيرا لهذه المناسبة، أن التوابل بدورها ارتفعت خلال مناسبة عيد الأضحى، مشددة أن الأوضاع أصبحت صعبة والمواطن البسيط أصبح غير قادر على العيش.

وأضافت المتحدثة وهي تغادر المحل وتجر عربتها المهترئة، أنه من سوء حظ العائلات الفقيرة بالمغرب هذا العام أن أسعار الخرفان ارتفعت بمقدار خيالي.

وأمام هذا الوضع، وجدت حكومة عزيز أخنوش، نفسها في مرمى الانتقادات، بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي وانعدام الأثر الملموس لدعم الاستيراد على المواطن، حيث ساد اليقين أن سيناريو السنة الماضية تكرر، رغم أن المستوردون استفادوا من منحة قدرها 500 درهم عن كل رأس، كما تم إعفاؤهم من أداء الرسوم الجمركية والضريبية.

في هذا السياق، قال حسن اومريبط برلماني عن حزب التقدم والاشتراكية، في تصريح للنهار المغربية، إن هناك أزمة كبيرة في المجتمع المغربي بسبب غلاء أثمنة الأضاحي في الأسواق، الأمر الذي سيدفع العديد من الأسر إلى الاستغناء عن شعيرة عيد الأضحى.

وتساءل البرلماني عن الجهات التي استفادت من الدعم المخصص للأغنام، مبرزا أن الحكومة فشلت في شعار الدولة الاجتماعية، فيما اختارت دعم رجال الأعمال والطبقة الميسورة.

 

عائشة الكوط، عضو المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، قالت إن الدعم المخصص لاستيراد 600 ألف رأس باحتساب 500 درهم للرأس يبلغ 30 مليار سنتيم، بالإضافة إلى 20 مليار من الإعفاء الضريبي، أي 50 مليار سنتيم، واستفاد منها 4 مستوردين كبار انتماءاتهم معروفة، تضيف المتحدثة.

بدورها، قالت نعيمة الفتحاوي عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية في تصريح لصحيفة النهار المغربية، إن المواطن لا يلمس الأثر الفعلي للدعم الذي خصصته الحكومة لاستيراد الأغنام.

وأضافت المتحدثة، أنه بالضرورة يجب أن ترفع وزارة الفلاحة يدها عن الأسماء التي استفادت من الدعم، حتى تعم الشفافية، بهدف مراقبة هذا الدعم حتى يصل للمواطن المغربي بشكل مباشر.

كساب كشف لصحيفة النهار المغربية، أن المؤشرات المتوفرة حاليا، تبين أن أضحية العيد ارتفعت بشكل كبير وغير مسبوق، وبنسب متفاوتة حسب المناطق والأسواق، وذلك نتيجة الجفاف وغلاء أسعار الأعلاف.

وخلص المتحدث، أن أثمنة الأكباش المتوسطة الجودة قد تتراوح ما بين 3500 درهم و 4500 درهم فيما قد يصل ثمن الأكباش الجيدة ما بين 5000 درهم و 8000 درهم.

 

 

Exit mobile version