Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المولد النبوي ورموز الدولة

يولي المغاربة أهمية كبرى للمناسبات الدينية وعلى رأسها الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، ولم يذكروا في يوم من الأيام أنه مجرد ذكرى وفي أغلب المناطق يطلقون عليه “عيد الميلود”، ومن يولد في مثل هذه الأيام كان يسمى “الميلودي” أو “ميلود”، وما زالت بعض المدن تخصص احتفالات كبيرة بهذه المناسبة، وتنعقد المواسم، وموكب الشموع لا زال يضيء شوارع سلا بالمناسبة، فقط بعض المتفيقهة، الذين يريدون محو تاريخ عظماء الفقه المغربي، يسعون إلى محو روح الأمة ورموزها.
الحفاظ على الاحتفالات بمناسبة المولد النبوي جزء لا يتجزأ من الرموز، التي تقوم بها الدولة في المغرب، بحكم أن الملك فيها هو أمير المؤمنين وسبط الرسول الكريم، فهو احتفال بجد ملك البلاد، ولهذا أهميته الكبرى، واعتزاز المغاربة بآل البيت وتوقيرهم لا يضاهيه اعتزاز في أي بلد من بلدان العالم، وحفاظ جلالة أمير المؤمنين على هذه الرموز كبير جدا، حيث يولي عناية كبيرة لكل ما له علاقة بموضوع التاريخ ومقومات بلادنا الروحية.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن في بلادنا توجها يخترق الحكومة والسياسيين، يعادي رموز المملكة الشريفة بلاد أمير المؤمنين، حيث يتم هدم الرموز بالمعاول وفق أجندات خبيثة، وما الحرب على القيم المحلية للمغاربة إلا جزءا من هذه المعركة الطويلة، فليس شيئا طبيعيا وعاديا أو فلتة فقط أن تتراكم في أيام قليلة العديد من القضايا التي الغرض منها الضرب في روح المغاربة وتقاليدهم وقيمهم.
ما قام به وزير الثقافة والشباب والتواصل في الأيام الأخيرة لا يخرج عن هذا السياق، فعبر استدعاء فنان راب يسمى “إلغراندي طوطو”، وهو معروف على مواقع التواصل الاجتماعي بالخسران اللفظي وأن رأسماله هو الكلام النابي، يعني أن الوزير منخرط في موجة تدمير القيم الاجتماعية، التي اجتمعت جهات في التعليم والثقافة والفن من أجل تخريبها، لكن يصطدمون دائما بأن لحمة المغاربة متماسكة وأن مؤسسة إمارة المؤمنين ترعى رموز المغرب.
فدعاة الانفتاح واهمون، لأنهم لا يعرفون أن أول مؤسسة تمارس الانفتاح هي مؤسسة إمارة المؤمنين، لأن التنوير ليس أن تكون ضد الدين وضد القيم وضد التقاليد وضد الأخلاق، ولكن أن تقوم بتثويرها من الداخل وأن تجعل منها رافعة للتقدم، ولم تكن في يوم من الأيام عنصرا معيقا للمغرب للتواصل مع كل دول العالم بمختلف ثقافاته في إطار تفاعل إيجابي وتبني سليم لما لدى الآخر من قيم والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي نحتفل بذكرى مولده الشريف، قال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، وفي ذلك اعتراف نبوي بأن الأخلاق كانت لدى كثير من الأمم وأن النبوة ما هي إلا تهذيب لها وتوجيهها في سياق الخضوع لله والتحرر من كل أشكال العبودية، التي يمارسها الآلهة المتعددون والمتجددون تحت أسماء برّاقة.

Exit mobile version