Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الناقد رشيد الادريسي.. الحضور المغربي على مستوى الجوائز العربية أصبح لافتا ولم يعد يفاجئ أحدا

أكد الناقد والباحث الجامعي رشيد الادريسي، المتوج بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الأولى، أن الحضور المغربي على مستوى الجوائز العربية أصبح لافتا ولم يعد يفاجئ أحدا، ما يعني أن المنجز الثقافي الوطني بات علامة مميزة في خريطة الثقافة بالوطن العربي.

وقال الادريسي، الفائز بالجائزة التي تنظمها دائرة الثقافة بإمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة عن بحثه “محمود درويش سيميائيا أو حين يفكر الشعر”، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة هذا التتويج، إن المغاربة يحضرون بقوة في كل التظاهرات الإبداعية وغير الإبداعية التي تقام في ربوع الوطن العربي، بل يمكن القول إن حضورهم أصبح لافتا باتفاق الجميع، ولم يعد يفاجئ أحدا، مشيرا إلى المشاركة المغربية المتميزة في كل الجوائز الأدبية، بأجناسها المختلفة (الرواية والقصة والشعر والنصوص الرحلية)، ومسابقات تحدي القراءة والترجمة والكتابات الفكرية والفلسفية.

وفي معرض رده عن سؤال عما إذا كان هذا الحضور القوي علامة دالة على أن الفعل الثقافي بالمغرب استعاد بعضا من توهجه خلال القرن الماضي، اعتبر الادريسي أن هذه الملاحظة تبقى مغلوطة، ولا تعطي فكرة صحيحة عن المنجز الثقافي المغربي، مشددا بالمقابل أن هذا المنجز كان دائما متوهجا وما يزال منذ سنوات الستينيات والسبعينيات، فالكثير من الأسماء الكبرى التي تركت أثرها في المشهد الثقافي المغربي والعربي تعود لهذه الفترة. كما أن الأسماء التي عرفت في ما بعد هي أسماء تعلمت على أيدي هذا الرعيل المؤ س س، وهي من ثمرات المدرسة العمومية والجامعة المغربية التي أخذت منذ بدايتها بمبدأ الانفتاح على اللغات وعلى العلوم الإنسانية التي كانت دائما تقترن بالآداب.

وتابع، في هذا الاتجاه، أن التوهج كان دائما صفة لصيقة بالحقل الثقافي المغربي، وسبب بروزه أكثر مؤخرا يرجع فقط إلى كثرة المبادرات الثقافية في مختلف الدول العربية، وهي مبادرات تحتل فيها الجوائز حيزا مهما، والتي تبقى ظاهرة صحية، ولها أهميتها في تنشيط المشهد الثقافي وإكسابه إشعاعا إضافيا.

وبخصوص تتويجه بالرتبة الأولى لجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، أبرز هذا الناقد أن هذا التتويج له أهميته الخاصة لاعتبارات عدة، من بينها أن الجائزة في دورتها الأولى، وبالتالي الحصول عليها يعتبر بمثابة تدشين واستهلال لها سيبقى دائما حاضرا في تاريخها ومسارها مستقبلا.

كما أنها تشكل نوعا من الاعتراف الذي يحتاج إليه الباحثون في كل المجالات لكي يستمروا في العطاء ويطوروا ذواتهم، لأن الاعتراف هو بمثابة تحفيز ضروري للمبدع.

وبالإضافة إلى ذلك فهذه الجائزة جاءت، برأيه، لتعيد الاعتبار لفن في القول مركزي في الثقافة العربية، وهو القول الشعري، مستشهدا بمقولة لأيقونة الشعر العربي محمود درويش، تحدث فيها عن عصرنا بأنه يضاد كل ما له علاقة بالشعر، لذلك فالجائزة نظمت في الوقت المناسب، وبالوسع اعتبارها نوعا من التصالح مع القول الشعري، وبإمكانها، على المدى البعيد، أن تسهم في تغيير تمثلات المتلقي والسمو بالذوق الجماعي، من حيث قدرتها على تغيير تراتبيته (أي الشعر) في سلم الأولويات، والارتقاء به من خلال الحضور الإعلامي، فتجعله مألوفا لدى الكثير من الفئات الاجتماعية، وليس فقط لدى النقاد

Exit mobile version