Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

النظام الغذائي المناسب لتخفيف أعراض التوحد لدى الأطفال.. ثلاثة أسئلة للأخصائية في التغذية ، رحاب شواري

تعد اضطرابات طيف التوحد مجموعة من الاعتلالات المتنوعة المرتبطة بنمو الدماغ، والتي تتصف ببعض الصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التقديرات تشير إلى معاناة طفل من بين 100 من التوحد في العالم، إلا أن العديد من الدراسات تؤكد أن هذه المعدلات تفوق هذا الرقم بكثير.

وترتكز المقاربة العلاجية للطفل التوحدي على مواكبة متكاملة ومتعددة التخصصات، من بينها مواكبة أخصائي التغذية، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن النظام الغذائي المناسب له دور كبير في إحراز نتائج إيجابية لدى العديد من الحالات المصابة بالتوحد. وفي هذا الصدد، تجيب الأخصائية في التغذية والحمية العلاجية، رحاب شواري، وهي أيضا رئيسة الجمعية المغربية للحمية والتغذية، عن ثلاثة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، توضح فيها طبيعة العلاقة القائمة بين التغذية وتفاقم أعراض التوحد، والنظام الغذائي الملائم للأطفال التوحديين، فضلا عن عدد من الأخطاء الغذائية التي يرتكبها بعض الآباء.

 

 

1 – هل ثبت علميا وجود علاقة بين التغذية وتفاقم الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال التوحديين ؟

 

هذه العلاقة م ثبتة علميا بسبب الارتباط الوثيق بين الجهاز الهضمي (وبالضبط القولون) والدماغ. فالعلاقة الموجودة بين هذين العضوين الحيويين في جسم الإنسان تحدد لنا العديد من التفاعلات الكيميائية التي لها علاقة بالتواصل، وبالنواقل العصبية التي تتحكم في النوم والمزاج وتؤثر بشكل كبير على ذواتنا.

ووجود خلل على مستوى هذه العلاقة يعني أن التكوين البكتيري على مستوى الأمعاء يتسم بعدم التوازن ما بين البكتيريات النافعة والبكتيريات الضارة، وهو الأمر الذي نلاحظه لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. ويؤدي هذا الاختلال في البكتيريا إلى ارتفاع مستوى الالتهاب في القولون والجسم بأكمله، بما في ذلك الجهاز العصبي لدى الأطفال ذوي التوحد الذي يصبح بدوره في حالة التهاب، مما يتسبب في تفاقم الاضطرابات السلوكية لديهم.

ومن جهة أخرى، ينجم عن هذا الخلل في التكوين البكتيري على مستوى الأمعاء لدى الأطفال التوحديين، حدوث مشاكل في الهضم وفي الامتصاص، مما يؤدي إلى بروز مشاكل نقص الفيتامينات والأملاح المعدنية، بالإضافة إلى ملاحظة عدد من السلوكيات الغذائية مثل الانتقائية الغذائية، أي أنهم ينتقون الطعام بشكل مفرط بناء على الشكل أو اللون أو المذاق.

وفي بعض الأحيان، ورغم اتباع الأطفال التوحديين لنظام غذائي، إلا أنهم يعانون من نفس الخلل على مستوى الجهاز الهضمي، الذي يتسبب في إصابتهم بالعديد من أنواع الحساسيات الغذائية بسبب عدم تقبل أجسامهم للكثير من الأغذية.

وانطلاقا مما سبق، تبرز أهمية تحقيق هذا التوازن البكتيري لدى الأطفال ذوي التوحد من خلال الحد من تكاثر البكتيريا الضارة على مستوى الأمعاء التي تطرح السموم في الجسم وتؤثر على الجهاز العصبي لهؤلاء الأطفال، ودماغهم، وعلى إفراز النواقل العصبية، وعمل العديد من الغدد والكبد، وذلك من أجل خفض مستوى الالتهاب والس مية في أجسامهم.

وهذا يعني بشكل أدق، أن الاهتمام بالتغذية والحمية العلاجية لهؤلاء الأطفال يمكن من تخفيف أعراض اضطراب طيف التوحد لديهم.

2- ما هي الأغذية المنصوح بها لتحسين حالة الأطفال التوحديين ؟

Exit mobile version