Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الوداد في مواجهة السيتي.. اختبار الحلم في زمن العمالقة

حين يواجه فريق مثل الوداد الرياضي خصمًا بحجم مانشستر سيتي، فإن الأمر يتجاوز حدود مباراة في كرة القدم. إنها مواجهة بين عالمين؛ أحدهما تم بناؤه على أعمدة المال، التكنولوجيا، والاحتراف الأوروبي المتقن، والآخر يرتكز على الإرادة، التاريخ، والقدرة على صنع المفاجآت رغم محدودية الموارد.

ولهذا بالتحديد، فإن اللقاء المرتقب بين الوداد والسيتي في افتتاح مشوار الفريق المغربي بكأس العالم للأندية 2025 ليس مجرد محطة رياضية، بل هو لحظة رمزية عميقة المعاني، تختبر فيها هوية الفريق، عقليته، وطموحه في التمرد على الواقع.

مدرب الوداد، محمد أمين بنهاشم، لم يتحدث بلغة المبالغة أو الخطاب الشعبوي. كان صريحًا وهادئًا حين قال إن الفريق مر من ثلاث مراحل تحضيرية، وأنه يدخل الآن المرحلة الحاسمة.

وهي إشارة ذكية إلى أن الوداد لم يأت إلى الولايات المتحدة لمجرد المشاركة، بل لمحاولة خلق منطق خاص به في بطولة تسير وفق مقاييس لا تُشبهه.

وما يعوّل عليه بنهاشم أكثر من أي شيء آخر هو العامل الذهني، تلك الروح القتالية التي وصفها بـ”السلاح الخفي”، والتي يعتبرها مفتاحًا للثبات في وجه العاصفة الإنجليزية التي يمثلها السيتي.

مانشستر سيتي ليس فقط بطل أوروبا، بل هو فريق يمثل قمة الهرم الكروي العالمي، تقوده منظومة دقيقة على كل المستويات، من المدرب إلى آخر لاعب على مقاعد البدلاء.

أي حديث عن “الندية” في مثل هذه الظروف قد يبدو ساذجًا. لكن كرة القدم لا تخضع دائمًا للمنطق.

التاريخ مليء بمباريات سقط فيها الكبار لأنهم لم يحترموا الصغار، أو لأن هؤلاء الصغار عرفوا كيف يُقاتلون بشراسة، دون خوف أو تردد.

الوداد لا يدخل هذه المباراة لإثبات شيء للعالم فقط، بل ليُثبت لنفسه أولًا أنه قادر على المنافسة حين تتوفر الإرادة، وتنضج الفكرة، وتُشحذ الروح.

وحتى لو خسر، فالهزيمة أمام السيتي ليست عارًا، بل العار هو أن تدخل المباراة وأنت مقتنع مسبقًا أنك ستخسر، أما إذا فاز، فسيكون ذلك إعلانًا مدويًا بأن الفرق القادمة من جنوب العالم تملك ما هو أكثر من الحلم: تملك القدرة على تحقيقه.

 

 

Exit mobile version