قالت وزارة الثقافة والشباب والتواصل في بلاغ لها بخصوص اختتام فعاليات المعرض الدولي “بغاية قياس الأثر والوقوف على المؤشرات الإحصائية أنجزت الوزارة دراسة استبيانية في صفوف الناشرين تبين في ضوئها أن نسبة الرضا عن الخدمات المقدمة لفائدة العارضين والجمهور بلغت 98%”. كل ما ورد في البلاغ لا يمكن أن نناقشه باعتباره يتعلق بأمور يمكن أن تقوم بها الوزارة من قبيل حساب عدد الناشرين وعدد الكتب التي تم بيعها، لكن قياس مدى رضى الناشرين والزوار على المعرض فهذا ينبغي أن تقوم به وكالة مستقلة متخصصة في “استطلاع الرأي”.
أما ما قام به الوزير محمد مهدي بنسعيد فيدخل في إطار “شكون شكّار العروسة: مها وختها”، ولكن ليس رأي الآخرين هو رأي صاحب الأمر في الموضوع، فالوزارة هي التي تقول بأن هناك شبه إجماع على رضى الناشرين والجمهور بلغت هذه النسبة الكبيرة جدا.
هل يمكن أن ننتظر من الوزارة أن تقول لنا بأن المعرض كان فاشلا؟ هل يمكن أن تقول الوزارة بأن عدد الزوار تقلص من أكثر من نصف مليون زائر إلى 200 ألف فقط وهو أمر أثر سلبا على مبيعات الناشرين، الراضين عن عمل الوزير رغما عن أنفهم؟ هل يمكن أن تقول الوزارة في استطلاعها للرأي بأن الزوار لم يجدوا أمكنة لركن سياراتهم واضطروا أحيانا لتركها في مواقع بعيدة وأداء ثمن سيارة أجرة قصد الوصول إلى المعرض؟
أي استطلاع للرأي لابد أن تقوم به مؤسسة مستقلة ولكن في سابقة قام الوزير بنفسه بالدعاية لنفسه وهو غير مقبول في كل بلاد الدنيا.
