Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد خريطة المغرب وصحرائه

فعلت الإدارة الأمريكية الإعتراف بمغربية الصحراء، على أرض الواقع عبر إزالة الخط الوهمي بالخرائط الدولية والخريطة المعتمدة بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث إتجهت الإدارة الأميركية الى تجسيد توجهها الجديد في دعم القضية الوطنية الأولى، حيث قدم سفير الولايات المتحدة الأمريكية في المغرب ديفيد فيشر، خريطة المغرب التي تشمل الأقاليم الجنوبية، والتي اعتمدتها رسميا الحكومة الأمريكية، وقال فيشر خلال لقاء صحفي عقد في سياق القرار التاريخي للولايات المتحدة بالاعتراف بالسيادة الكاملة والتامة للمغرب على صحرائه، ” يسعدني أن أقدم خريطة المملكة المغربية المعتمدة رسميا من قبل الحكومة الأمريكية”.

وشدد السفير الأمريكي ، على أن هذه الخريطة هي “التمثيل الملموس” للإعلان الجريء الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب قبل ايام، والذي يعترف بسيادة المغرب على صحرائه، كما أشار السفير الأمريكي إلى أنه يعتزم تقديم هذه الخريطة كهدية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اعترافا بالقيادة “الجريئة” لجلالته ودعمه المتواصل والثمين للصداقة العميقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية.

وقام السفير الأمريكي على إثر ذلك، بالتوقيع على الخريطة الكاملة للمغرب التي اعتمدتها الحكومة الأمريكية رسميا، وقد تم الإعلان عن القرار التاريخي للولايات المتحدة بالاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمغرب على صحرائه، أول أمس الخميس، خلال اتصال هاتفي بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكأول تجسيد لهذه المبادرة السيادية ذات الأهمية البالغة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية في الداخلة، تقوم بمهام اقتصادية بالأساس، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والمساهمة في النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية.
من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه يعد “اختراقا وازنا” سيخدم أيضا القضية الفلسطينية، وقال الوزير على محطة “إر. إف. إي” الإذاعية إن “هذا الاعتراف يأتي ليتوج عملية بدأت منذ أزيد من عامين ونصف ، والتي مكنت من التقدم في هذا الملف، والإدلاء بالحجج والصيغ، حتى الإفضاء إلى نتيجة”، التي تجسدت من خلال مرسوم رئاسي أمريكي.
وشدد على أن “السياسة الخارجية المغربية لم تندرج أبدا في نطاق المساومة”، وأنها “لم تخضع قط لمنطق الصفقة”، أوضح بوريطة أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء “لم يحدث في مقابل إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل”، وبحسب الوزير، فإن إعادة تفعيل آليات العلاقات مع إسرائيل، “التي كانت قائمة، وشكلت منذ سنوات أداة في خدمة السلام والتقارب”، ستخدم القضية الفلسطينية.
وذكر بأن “المغرب معروف، ومعترف به كفاعل مهم في ملف الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن المملكة تلعب دور الوسيط والميسر الموثوق به لدى جميع الأطراف.
وأكد أن “القضية الفلسطينية تحظى بالأهمية لدى جلالة الملك والحكومة والشعب المغربيين”، فقد “ذكر جلالة الملك بذلك كلا من الرئيسين الأمريكي والفلسطيني، يوم الجمعة، وذلك بنفس العبارات، وقد ذكر جلالة الملك بثلاث ركائز لهذا الموقف: أولا التمسك بحل الدولتين، دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، ثانيا، مبدأ التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين باعتباره المسلسل الوحيد الكفيل بتحقيق سلام دائم؛ وثالثا، بصفته رئيسا للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، فإن صاحب الجلالة متمسك بالحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وانفتاحها على كافة أتباع الديانات السماوية الثلاث”.
وفي معرض حديثه عن أصداء هذا الاعتراف الأمريكي لدى الرأي العام المغربي، أكد بوريطة أن الشعب المغربي، المتمسك بالدفاع عن وحدة أراضيه، يدرك تماما بأن “هذا الاختراق الوازن في ملف الصحراء المغربية”، “لم يتم على حساب القضية الفلسطينية، ولكنه سيخدمها من خلال إعادة تفعيل هذه الآليات”.
وبخصوص العلاقة المغربية-الأمريكية، قال الوزير إنها “علاقة متجذرة في التاريخ وقائمة على رافعات صلبة”، مؤكدا أن “الإدارتين الديمقراطية والجمهورية المتعاقبتين أيدتا دائما الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب، والتين وصفتاه بالجدي وذي المصداقية والواقعي”، وأضاف بوريطة أن ” المغرب سيعمل مع الإدارة الجديدة بنفس روح الشراكة وبالرافعة نفسها لصالح السلام والاستقرار”.

Exit mobile version