Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

انتهى رمضان وانتهت وعود الحكومة

لم يبق إلا القليل لنودع شهر رمضان الكريم، الذي هو شهر المغفرة والرحمة والرضوان، لكن مع نهايته انتهت الوعود التي أطلقتها الحكومة قبيل الشهر الكريم.
رمضان شهر مختلف عن الأزمنة عند المغاربة، ويهابونه لدرجة أنهم يقولون إن “مفطر رمضان يخرج فيه”، أي تظهر علامات مرض أو غيرها، لكن الحكومة بما أنها لا تؤمن بالقيم فلا يعنيها هذا الكلام، غير أنه يعنينا نحن أن نذكر الحكومة بما قالت.
مرة قال مفخرة المغرب المفكر الكبير عبد الله العروي “إن السياسي يكره المؤرخ لأنه يُذكره بما لا يحب”، والصحافة جزء من التأريخ للأحداث والوقائع، والصحفيون من أكثر الناس استذكارا، لأن الصحفي يبني دائما على “الخلفية”، وبالتالي فإن السياسي يكره الصحفي لهذه الميزة.
قبيل رمضان أطلق عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، وعودا كبيرة بانخفاض الأسعار خلال شهر رمضان، وهو الكلام الذي خرج مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة ليؤكده، وهو صاحب المقولات التاريخية حول أسعار بعض المواد، التي لا توجد إلا “عنده”، حيث يصرح بأسعار لا توجد في المتاجر، كما أكد على الأمر أيضا وزير الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، والأمر أيضا بالنسبة ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي.
رئيس الحكومة وثلاثة وزراء وعدوا المغاربة بانخفاض أسعار المواد الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان، وكان الزمن الذي يفصلنا عن هذا الشهر الكريم هو حوالي ثلاثين يوما، ومرت الأيام وانقضى بفضل الله شهر الصيام والأسعار ما زالت في موقعها وبعض البضائع ارتفع ثمنها.
ليس غريبا عن هذه الحكومة إخلاف الوعد، ولكن نحن فقط نذكرها ونقول لها إن التاريخ يسجل عليكم أنكم لم تلتزموا في يوم من الأيام بما وعدتم به.
الحزب الذي يقود الأغلبية قدم وعودا فلكية قبيل الانتخابات، ونصحناهم لأجل هذا الوطن، لأنهم لن يتمكونا من تنفيذها وليس من مصلحة بلادنا إطلاق وعود غير قابلة للتنفيذ، وبعد أن فاز الحزب برقم مهم من البرلمانيين، وأصبح قائدا للحكومة وجمع حوله حزبين بأرقام مهمة أيضا، تم تذذكيره بوعوده فقال إنه لا يقود الحكومة لوحده وبالتالي لن يتمكن من تنفيذ برنامجه، بينما كان يحتج على العدالة والتنمية بقيادة الحكومة، التي كان فيها شريكا بوزارات ضخمة مثل الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والاقتصاد والمالية والصناعة والتجارة وغيرها.
قد نتفهم أن الحزب الأغلبي لن ينفذ برنامجه ولكن يمكن أن يفرض العناصر المهمة منه على تحالف الأغلبية، الذي قدم بدوره تصريحا حكوميا أمام البرلمان قد التصويت عليه وبهذا التصويت تصبح الحكومة مُنصبة، وحتى هذا التصريح الحكومي لم يتم الالتزام به بتاتا وتراجعت عنه الحكومة.
يعني هي حكومة مصرة على الحنث بالوعد وعدم تنفيذه واليوم تمارس ذلك أمام أعين الجميع بل أمام كافة المواطنين ناخبين وغير ناخبين من صوت عليها ومن صوت لفائدة آخرين.

Exit mobile version