Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

اِحذروا الأوكار الإعلامية لنشرِ الأكاذيب والتُّرهات!

محمد فارس
إذا رأيت قنوات فضائية أو منابر إعلامية تنشر الأكاذيب وتبثّ الأضاليل بين الناس، فاعْلم أن لهم أهدافًا يودّون تحقيقها، وثِقْ بأنهم يقولون شيئًا، ويُضْمِرون شيئًا آخر، والشّيءُ الذي يضْمرونه هو أنّهم يكرهون أن تَعْرف الأمّة حقائقَ تاريخية فيزدادُ الجهلُ ويعمُّ العَمى فتُحقَّقُ بذلك أهدافُهم التي يُضْمرونها، فالجهل صديقٌ حميمٌ لكلّ من أراد تضليل واستغباء الأمّة، فالّذين يحرِّفون حقائق التاريخ، ويُلبِسون عُنوة الأكاذيبَ لباسَ العِلم والبحث، ويدَّعون أنّهم ينشرون حقائقَ تاريخية ظلّت مخفِية عن الناس، وإنّما هم يخافون فِطْنة الأمّة ومعرفتَها بحقائقَ لو أدركتْها الأمّةُ لاستفاقت من سُباتها، ولأدركت حقائقَ تاريخية يتمُّ تحريفُها، وقد يتساءل قارئٌ نبيه عن القصد من هذه المقدِّمة، فنجيبُه بما يلي:
خلال شهر شتنبر الجاري، بثّتْ قناةٌ فضائية شريطًا وثائقيًا مفادُه أنّ الطّاغية [نابليون] كان مسلمًا، ولن أَذْكُر اسمَ هذه القناة الفضائية حتى لا تفْشُو الفاحشةُ ما دامت الفاحشةُ قد تكون قولاً وليست دائمًا فعلاً كما يخيَّل إلينا، والهدفُ من هذا الشّريط الوثائقي هو محاولة تغيير نظرة النّاس لهؤلاء البُغاة والطُّغاة عبْر تحريف حقائق التاريخ.. وفي اليوم التالي، اتّصل بي صديقٌ وسألني: هل صحيح أنّ [نابليون] كان مسلمًا ومواظبًا دومًا على صلاة الفجر وقراءة القرآن؟ فأجبتُه: حاشا ذلك! فطلب منّي الصّديق وكذلك زوجتي كتابة مقال لتنوير الرّأي العام، وكشْفِ حقيقة هذه السُّموم التي تُنشر عبر الفضائيات لتضليل الشّعوب العربية والمسلمة، ولذلك، صُغتُ هذه المقالة لأنّي لاحظتُ، أنّه لا أحدَ كذَّب أو علَّق أو حَذّرَ مما نُشِر..
يا ليت الأمر توقّف عند هذا الحد، بل طلعت علينا قناةٌ أخرى على شاشتِها مُعمَّم يدَّعي بأنّ الملكة [إيليزابيت الثانية] كانت من نَسْل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وحاشا ذلك؛ ويدّعي هذا المعمّمُ أنّ لديه وثائق تُثْبت ذلك، فقلتُ: خَسِئْتَ! وفي قناة أخرى، طلع مثقّف والحقّ أنه من أنصاف المثقّفين، ويدّعي أنّ [الحجّاج] خدَم الإسلام، ونقَّط القرآن، ونشره في شتّى البقاع والأصقاع، وأنّ ما يقال عنه من بطْش، وظُلم، وجوْر، إنّما يروِّج له خُبثاءُ الشّيعة، وسوف نرى في هذه المقالة إنْ كان ذلك صحيحًا في حقِّ [الحجاج بن يوسف الثّقفي] أم هو كذبٌ وافتراء ليس إلاّ.. هذه كلّها صدَماتٌ عانيتُ منها وأنا أسمع التّرهات والتّفاهات، بل السّفاهات، تُتْلى على مسامِع المشاهدين إلاّ مَن كان حَذرًا، ويَقِظًا، ويعي أهدافَ وأساليبَ هؤلاء الكذَبة الذين يَكْذبون خدمةً لأجندات الـمُحرِّفين والـمُزيّفين لحقائق التاريخ من أتباع وأشياع عبدَة الشّيطان الذين انتشروا انتشارَ السَّرطان في الكُرة الأرضية..
دعْنا أوّلاً نردّ على القائلين إنّ [نابليون بونابارت] كان مسلما، وكان مواظبًا على صلاة الفجر، وقراءةِ القرآن.. [نابليون] هذا، كان مجرمًا، وسفّاكًا للدّماء، وكان لا يقيم وزنًا لحياة البشر مقابل تحقيق أهدافه السَّبُوعية؛ لقد وصفه الكاتبُ الرُّوسي الشهير [تولسْتُوي] في كتابه: [الحربُ والسّلم]؛ الجزء الثالث؛ بأنّه كان عدوّا للإنسانية، وطاغية، ودمويًا، لا شكَّ في ذلك، وأنّه كان مخادعًا، وماكِرًا، ومُخِلاّ بالوعود والمواثيق حتى فقدتْ [أوروبّا] ثقتها فيه، فحاربتْه حتى نهايتِه.. [نابليون] هذا، عندما وصل إلى [مصر]، ذَبح على شواطئ [الإسكندرية] ما يزيد عن (4000) مسلم ذبْح الشّاة.. لـمّا احتَلَّ [نابليون] [مصْر] سنة (1778) ميلادية، أَوْعَز إلى جنيراله المدعو: [كليبِر] باختيار بعض الضّباط الماسونيين للعمل على تأسيس محفلٍ لهم، فأُسِّس المحفلُ في [القاهرة] في شهر (غشت) وسُمِّي [إيزِيس]..
[نابليون] الذي تصفُونه يا معشر الجهلة أو الكذَبة، اجتمع بصهاينة [حايْفا]، ووعدَهم بإقامة دولة لهم في الشّرق العربي بعد انتهاء حملتِه وبلوغ أهدافها، وفي رسالةٍ له إلى حاكمه في [مصر]، أمره بأنْ لا يفتَح مدارسَ لِلمصريين حتى يَبقَوا جهلاء، لأنّ الشعب الجاهل تسهُل السّيطرةُ عليه، وقبل رَحيله إلى [باريس]، ذهب محمَّلا بغنائمَ من الآثار المصرية الثّمينة، وكان يريد أن ينسف الأهرامات، لكنّه عدل عن ذلك.. وعندما كان فارّا من [روسيا]، وكان يطارده الجنيرال [كوتوزوف]، وكان رجالٌ ونساءٌ وأطفال، من عمال، وطبّاخين، وفرّاشين ممَّن صحبَهُم معه خلال اجتياحه [روسيا] سنة (1812)، أمرَ جنيرالَه [مُورا] بنسف الجسر لـمّا رأى (القُوزاق) قادِمين، فنسفَ [مورا] الجِسر على نهر [بريزينا] وكان عليه آلاف النّاس يعْبُرون بخيولهم، وأطفالهم، ونسائهم، فماتوا جميعهُم بأمرٍ وفعلٍ من [نابليون]؛ فهل كان هذا مسلمًا؟ أجيبوني أنتم!

Exit mobile version