Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

باريس.. تسليط الضوء على الإصلاحات الملكية

سلطت ندوة تخللتها مناقشة مساء بباريس الضوء على الإصلاحات التي نهجها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعلى العلاقات الاستراتيجية ومتعددة الابعاد التي تجمع بين المغرب وفرنسا، وذلك بحضور شخصيات بارزة من عالم السياسة والدبلوماسية والاعلام.

وعرفت هذه الندوة التي نظمت من طرف الموقع الاخباري الفرنسي (اوبينيون انترناسيونال) في اطار موعده (ليبدو) وهو فضاء للنقاش والتبادل خصص هذا الأسبوع للمغرب بمناسبة الذكرى العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش المملكة ،مشاركة سفير المغرب بفرنسا ،شكيب بنموسى، والمحلل الجيوسياسي ،أيمريك شوبراد مؤلف كتاب “جيوسياسية ملك”.

واكد بنموسى في بداية الندوة ان عيد العرش الذي يستعد المغرب للاحتفال به يعتبر حدثا خاصا، لكونه يرمز الى الروابط المتينة بين المؤسسة الملكية والشعب.

وقال ان لحظة تخليد هذه الذكرى تتيح ايضا فرصة لتقييم المسار الذي تم قطعه، والإنجازات التي تم تحقيقها فضلا عن التحديات التي يتعين رفعها.

واكد السفير انه من المؤكد ان المغرب شهد تحولا خلال العقدين الأخيرين وهو تحول تأتى بفضل مؤسسة ملكية لديها رؤية بعيدة المدى، وتنهج أسلوب التوافق بشأن عدد من الإصلاحات الهيكلية، مشيرا الى ان المملكة شهدت خلال العشرين سنة الماضية وتيرة إصلاحات هامة لت كافة مجالات حياة الامة المغربية ، واستهدفت عصرنتها في ارتباط مع تاريخها وواقعها.

وأضاف بنموسى ان الإصلاحات الأولى تم القيام بها ابتداء من سنة 2000 من خلال مسلسل للمصالحة عبر هيأة الانصاف والمصالحة، مشيرا الى ان هذه الإصلاحات همت أيضا الجانب الثقافي المتمثل في الامازيغية، ومقاربة النوع من خلال مدونة الاسرة دون اغفال الإصلاحات الاقتصادية الجريئة التي تم من خلالها تنفيذ عدد من الاستراتيجيات القطاعية والاستثمارية بهدف ادماج المغرب في الاقتصاد العالمي.

وقال ان هذا الجيل الأول من الإصلاحات هم أيضا البعد الاجتماعي (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية) مع إيلاء الاهتمام للاقتصاد الاجتماعي والتضامني والحماية الاجتماعية.

واكد ان الجيل الثاني من الإصلاحات رأى النور ابتداء من سنة 2009 حيث برزت إصلاحات مهيكلة (طاقات متجددة، ميثاق البيئة، الدستور الجديد، التعددية الثقافية) وهي الإصلاحات التي همت أيضا الحكامة عبر الجهوية المتقدمة.

وعلى الصعيد الدولي – يضيف السفير- تبنى المغرب سياسة جديدة للتموقع من اجل تمتين العلاقات القوية مع أروبا ،قارة الجوار التي يرتبط المغرب معها بعلاقات استراتيجية، وأيضا مع افريقيا قارة الانتماء حيث عادت المملكة الى الاتحاد الافريقي .

وتابع السفير انه بفضل تعاون ثنائي ما فتىء يتعزز ويتكثف مع عدد من البلدان الافريقية، اصبح المغرب اول مستثمر افريقي بغرب القارة والثاني بافريقيا برمتها، مشددا على إرادة المملكة من اجل تنويع علاقاتها مع بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا.

وابرز السفير أيضا التزام المغرب في مجال الحفاظ على البيئة ومكافحة الإرهاب ، وتحقيق الاندماج الاقتصادي.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع فرنسا قال بنموسى ان الامر يتعلق بعلاقات تقوم على القيم المشتركة مبرزا الطابع المتعدد الابعاد لهذه العلاقة التي تشمل العديد من القنوات.

وأضاف ان هذه العلاقة تتسم بالصلابة التي تجعلها تحتفظ بالعديد من القنوات في الفترات الصعبة.

واكد ان العلاقة بين المغرب وفرنسا هي علاقة استراتيجية متجددة بافاق مستقبلية تحكمها مصالح مشتركة.

من جهته أبرز ايمريك شوبراد مؤلف كتاب “جيوسياسية ملك” الذي صدر مؤخرا عن دار النشر (اليبسيس )خلال هذه الندوة التي ادارها ميشيل توب وهو صحفي مؤسس ل(اوبينيون انترناشيونال) التحولات العميقة التي شهدها المغرب بدعم من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وكذا الالتزام الراسخ للمملكة على درب العصرنة دون التفريط في هويتها الاصيلة وعاداتها.

وقال هذا النائب الاروبي السابق ان المغرب عرف تحولا ملموسا في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سواء على المستوى الداخلي من خلال تنمية صحرائه وعصرنة مجتمعه واقتصاده، او الخارجي عبر نسج سياسة قوية بافريقيا والعالم الذي اضحى متعدد الأقطاب، مؤكدا ان اروبا تتوفر من خلال المغرب على حليف صلب.

وأضاف ان المغرب الذي لديه تاريخ وحضارة عريقين، يتجسد فيه الشعور الوطني بدرجة عالية.

وتطرق ايمريك في مؤلفه بالتحليل الى المشروعية الروحية للمؤسسة الملكية التي تنضاف الى مشروعية سياسية ودينية تعد ضرورية في ارض الإسلام.

وابرز ان رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس تتجسد في “اسلام معتدل” رافضة “القراءات المتطرفة” للدين، التي تؤدي الى العديد من الشرور والمآسي في العالم باسره.

كما تناول شوبراد السياسة الخارجية للمغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤكدا ان هذه السياسة التي تنسجم مع الحقائق الجديدة والواقع الجيوسياسي تتميز بالتنوع وتوسع العلاقات.

وفي ما يتعلق بقضية الصحراء اعتبر شوبراد ان هذا النزاع هو بمثابة ” ارث للحرب الباردة “.

وأضاف ان عزل المغرب عن صحرائه “ليس له أي معنى” ذلك ان الصحراء تعتبر امتدادا للمغرب واستمرارية له.

وشدد على سيادة المغرب المشروعة على صحرائه ، معتبرا انه ما لم يتم تسوية هذه القضية فاننا ننشىء بؤرة للارهاب خاصة وان الأجيال الشابة للبوليساريو لديها حساسية إزاء الخطابات المتطرفة”.

وخلص الى القول انه في انتظار ان تجد الأمم المتحدة حلا لهذا النزاع ،بادر المغرب الى تنفيذ مسلسل تنموي باقاليمه الجنوبية حيث استثمر ازيد من سبعة مليارات أورو.

Exit mobile version