Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بايتاس بين الزيت والتعديل الحكومي

جلباب الوزارة يضيق على مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، يوما بعد آخر، حيث يظهر أن الترقيع لا يليق بمن يتولى منصبا من هذا الصنف، وخوفا على مكانه نفى بشكل أن يكون هناك تعديل حكومي كما تم تداوله في بعض الصحف والمواقع الرقمية، ولا نعرف كيف تجرأ بايتاس على نفي هذا الخبر وهو لا يعرف أن الزيوت، التي يستهلكها المغاربة، ارتفعت بين عشية وضحاها بشكل كبير نافيا أيضا أنها لم تشهد أي ارتفاع.
الزيت أقرب إلى الوزير من الحكومة، اي أن معرفته بارتفاع سعر الزيوت أقرب إليه من معرفة التعديل الحكومي، فالأسعار يمكن أن يعرفها عن طريق مستشاريه كما يمكن أن يعرفها عن طريق التجول في الأسواق. لكن بينه وبين معرفة التعديل الحكومي “خرط القتاد” كما يقال والمغاربة يقولون “واخة تاكل الشوك”.
فموضوع التعديل الحكومي أبعد بكثير عن عيون وزير من مثل بايتاس بل هو أكبر حتى من رئيس الحكومة، الذي علّم وزراءه التطاول على السيادة، بعد أن انخرط في جوقة التشويش الجزائري، فبينما حاول ضرب خصومه الإسلاميين، قال إن حكومة البيجيدي لم تخبر المغاربة بغلق أنبوب الغاز الجزائري، رابطا بين ذلك وبين ارتفاع أسعار المحروقات، في وقت تقول أمينة بنخضرا، وهي مسؤولة حقيقية عن جزء من قطاع الطاقة إننا كنا نعرف ذلك ولن يؤثر على المغرب. فما قاله أخنوش هو ما تستعمله أدوات التشويش الجزائري في حربها ضد المغرب.
وكان رد بنكيران عليه واضحا عندما قال له “من أنت حتى يخبرك رئيس الحكومة؟ فرئيس الحكومة يخبر الملك، لأن القضية سيادية”. واليوم يأتي تلميذه بايتاس ليتطاول على موضوع سيادي آخر هو التعديل الحكومي. هذا اختصاص سيادي لن يسمع به بايتاس إلا بعد أن يجد نفسه خارج دائرة الحكومة.
وعوض أن ينفي التعديل الحكومي ما عليه سوى الخروج إلى أقرب “حانوت” ليسأل عن ثمن الزيوت، التي يأكلها المغاربة. والتعبير طبعا له. وزير يعيش بمنصب هنا وقلب هناك يفصل بين زيوت يأكلها المغاربة وأخرى يأكلها غير المغاربة ولا ندري هل يقصد المجنسين؟ أما ما يوجد من زيوت في المحلات التجارية فهي كلها يستهكلها المغاربة، ولمعومات بايتاس، صاحب النقلة الاجتماعية النوعية، فثمن الزيوت انتقل من 110 دراهم لخمسة ليتر إلى 130 درهما بين عشية وضحاها وأخرى قفزت إلى ما فوق 110 دراهم.
لا يمكن أن تكون وزيرا وتكون خارج الواقع لأنك ستكون خارج التاريخ. وهذه خصلة سلبية لوزراء الحكومة الحالية، فوزيرة الانتقال الطاقي جاءت للبرلمان وقالت إن المخزون الاستراتيجي من المحروقات هو 26 يوم فقط وبعد قرصة أذن صرحت من غير مناسبة لتقول إنها تصل إلى 40 يوم. وزير التعليم العالي قال إنه سيدمج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات والمدارس المغربية، وبعد أن تبين له استحالة ذلك قال إنه سيرسلهم إلى ثلاث دول أخرى. وزير العدل يريد حصر مراقبة مالية الجماعات في الداخلية فهل يخفي خوفا على منتخبيه؟

Exit mobile version