Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بريكس و”الجمهورية الافتراضية”…ما لم يكتب عن إبراهيم غالي

حضر زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي لاجتماع منظمة بريكس إفريقيا. وحضرت الجزائر ممثلة بشكل ضعيف جدا. لماذا إذن؟ ما الذي يدفع إلى استدعاء مثل البوليساريو لمؤتمر فيه الاقتصاد والسياسة يمكن أن تخضع لنتائجه فيما بعد. يعني السياسة التي تعيد رسم خرائط العالم.
مرة قدمت احتجاجا على حضور شخص من البوليساريو ندوة عن بعد نظمها يمنيون، وفي خضم الجدل طلبت منهم الانتظار وكتبت لهم مقالا فيه تاريخ القضية، أي قضية الصحراء المغربية، وأوردت فيه دلائل وحجج حول صناعة بومدين للجبهة لأغراض جيوسياسية، وتم نشر المقال في موقع يمني، فسألتني صديقة يمنية تشتغل بالصحافة عن الموضوع، ولما قرأت المقال قالت لي: لقد ضحكت من نفسي، كنت أعتقد أنه بينكم وبين الجمهورية الصحراوية نزاع حدود. فقلت لها: كيف يكون نزاع حدود بين دولة قائمة في التاريخ والجغرافية وبين دولة افتراضية، بتعبير الكاتب التونسي الصافي سعيد؟
دولة افتراضية تحضر قمة البريكس إفريقيا. هذا هو العجب. فالقمة اقتصادية. البريكس يضم دولا صناعية تقول بعض التقارير إن هذا التكتل الصناعي اليوم أقوى من تكتل مجموعة السبع الكبرى. هذه المجموعة اجتمعت لتحاور الدول الإفريقية حول المشترك وحول المشاريع المستقبلية التي يمكن القيام بها، ودورها هو البحث عن شراكات بين المجموعة وبين الدول الإفريقية، التي دخلت هنا منفردة لا اتحادا إفريقيا. بمعنى كل دولة “تضرب على عرّامها”.
السؤال اليوم: مجموعة اقتصادية كبرى، لا يهمها من السياسة سوى الحد من هيمنة الغطرسة الاقتصادية الأمريكية والالتفاف على الدولار والمنظومة المالية العالمية، وبالتالي لو حضرت البوليساريو مؤتمرا فيه السياسة لقلنا إنها تريد الترويج لأطروحاتها.
لكن ماذا ستتبادل مع دول البريكس؟ ما هي “البيعة والشرية” التي ستدخلها؟
دولة مثل إثيوبيا دخلت البريكس. دول أخرى عقدت تفاهمات. دول أخرى لم تحضر لاعتبارات تهم استراتيجيتها. لكن حضور البوليساريو يبقى “نكتة”.
جمهورية افتراضية تضم محتجزين فوق أرض جزائرية تذهب لمؤتمر كبير جدا غرضه اقتصادي. الراعي لم يقبل فكيف بالتابع؟ دول ليست صناعية ودخلت البريكس مثل السعودية والإمارات، ولكن لها مال ونفوذ إقليمي. البوليساريو مجموعة مرتزقة تحتجز الصحراويين في ظروف لا إنسانية تعيش على سرقة المساعدات ودعم الراعي الرسمي، فماذا قدمت لقمة البريكس؟
ماذا كان يقول زعيم الجبهة لزعماء العالم لما يلتقيهم؟ أي مشاريع كان يقترح عليهم؟ ما هي الصفقات التي ينوي عقدها مع الدول الحاضرة؟ البريكس سوق ويسعى ربما إلى عملة صعبة فهل ناقش معهم كيف ستذوب عملته (غير الموجودة أصلا) في العملة الجديدة الموحدة؟ أين سيقيم ممثل بنك التنمية الجديد لما يتم تعيينه؟
أمر مضحك للغاية أن تجتمع قوى كبرى في العالم عسكريا واقتصاديا وجيوسياسيا ويكون حاضرا معهم شخصا يترأس جمهورية افتراضية.

Exit mobile version