عاش الكُتبيون والموزعون للكتاب المدرسي الخصوصي، الأسبوع الماضي، توثرا وارتباكا لم يسبق لهما مثيل، بعد قراءة مضامين بعض الكتب التي اضطروا إلى تجميعها و إرجاعها إلى الموزعين، نظرا لحملها العديد من العيوب التي لا تتماشى ومنهج التعليم الوطني أو تمس ببعض ثوابت المملك المغربية.
مصدر موثوق أكد ان الارتباك الحاصل خلال الأسبوع الأخير في أوساط الكُتبيين وموزعي الكتاب المدرسي الخصوصي الذي نجم عنه قرار تجميع بعض الكتب المدرسية و إرجاعها للموزعين، جاء بعد شهر من الدخول المدرسي الرسمي، ما يعني الارتجال الذي سقط فيه، مجددا، الفاعلون الرسميون الذين يتحملون مسؤولية الكتاب المدرسي، بداية من وزارة التربية والتعليم والأطر المدرسية والأكاديميات وانتهاء عند مصلحة التأشيرة عن الكتاب أو ما يعرف بـ”الفيزا”.
قراءة مضامين بعض الكتب المدرسية للتعليم الخصوصي وقرار تجميعها وإرجاعها للموزعين الأسبوع الأخير، جاء أيضا بعدما أثيرت مع الدخول المدرسي للموسم لدراسي الحالي (2022- 2023 ) ضجة حول قضية ضبط شحنة كتب دراسية موجهة للبعثة الفرنسية ، وتتضمن خريطة المغرب مبتورة من الصحراء ، كان شكيب بنموسى وزير التربية و التعليم الأولي والرياضة قد قال بصددها، في ندوة خاصة بدخول الموسم المدرسي( 6 شتنبر 2022) أكد خلالها أنه لم يبلغ إلى علمه هذه القضية، مؤكدا في نفس الوقت أن الوزارة حريصة على منع كل الكتب التي لا تحترم ثوابت المملكة المغربية، لكنه شدد بالمناسبة أنه تم تسجيل بعض التجاوزات في هذا الصدد خلال هذه السنة، ما استدعى تدخلات من لدن الوزارة واستجابة لتوجهات الوزارة.
فالكتاب المدرسي عامة والكتاب المدرسي الخصوصي عرف ارتفاعا في التسعيرة مع الدخول المدرسي لهذا الموسم لم يسبق لها مثيل. وعلى الرغم من أن المقرر الوزاري عرف دعما إلا أنه عاش على إيقاع التأخير، بسبب الطباعة وقلة المطابع، وبسبب الضغط الذي أملاه ضيق الوقت. كما أن بعض المقررات المدرسية الأجنبية المستوردة المعتمدة من طرف بعض المدارس الخصوصية ومدارس البعثات، رغم معرفة مصدرها وطريقة دخولها، إلا أن هناك ضبابية كانت حول مراقبتها ما يطرح العديد من الأسئلة، من قبيل هل هناك مراقبة صارمة وقراءة جيدة. وهل أن تقرير الكتاب المدرسي والمصادقة عليه داخل المدرسة يتم عبر المدير التربوي والأطر التربوية والمندوب التجاري للشركة الموزعة أو يتم اختيار الكتاب مباشرة من طرف الأطر المدرسية للمدرسة الخاصة، دون مراعاة لبعض الخصوصيات الحساسة ومنها بالأساس الخصوصيات الأمنية والاجتماعية والأخلاقية.
الدخول المدرسي الحالي لم يُعان فيه الكُتبيون وموزعو الكتاب المدرسي الخصوصي من ظاهرة العيوب التي تمس بالأخلاق و الثوابت والمقدسات المغربية حسب المصدر الموثوق، و إنما تتعداه إلى معاناة أخرى تتجسد في الكتب المقرصن وخطورته على المكتبات ودور الطباعة والاقتصاد الوطني بصفة عامة. فإذا كان الكتاب المدرسي معروف من حيث شروطه ووجهة دخوله، إلا أن الكتاب المقرصن يبقى مجهول الوجهتين، يعني مجهول المصدر والمحتوى، وتجده مترفا على جوانب الطرق والشوارع المغربية ولدى الباعة المتجولين بكبريات المدن المغربية، ما يشكل خطورة على الأمن بكل أنواعه ويساهم سلبا في إفلاس المقاولات الورقية والمكتبات ويفوت على خزينة الدولة العديد من العائدات، أهمها المداخيل الضريبية..
بسبب بتر الصحراء ومخالفة الأخلاق العامة: سحب كتب مدرسية
