Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بعد ألمانيا الصّليبية جاء تاريخُ ألمانيا الصّهيونية

محمد فارس

يجب أن يَعلم السادة القراء الكرام، أنّي لستُ ممّن يأخذون بأكاذيب القنوات، ولا أنا من الـمُدمنين على (الأنترنيت)؛ بل أغوص في كتب التاريخ لأطلعَ لكُم بهذه الحقائق التي يخفونها عنكم عُنْوة، ويعْلم الله أيّة متاعب أُعانيها وأيّ بحْث مُضْنٍ أخوضه في سبيلكم، فما كذبتُ عليكم يومًا وأَشهد لله بذلك، وما توفيقي إلاّ بالله عزّ وجلّ، أما بعْد؛ فظهور مصطلح [الصّهيونية] لأول مرّة في التاريخ، كان علي يد الكاتب الألماني [ناثان برْنباوم] سنة (1893)، ومنه أخذ [هيرتزل] هذا المصطلح، فأقام أول مؤتمر صهيوني عالمي سنة (1898) في مدينة [بال] السويسرية.. ومؤسّسة [روتشيلد] الصّهيونية التي موّلت أولى المستوطنات في [فلسطين] كان أصلُها ألمانيًا، وقدِ استأجر (الـمُرابون) أستاذًا ألمانيًا يُدْعى [وايزهاوبت] كان يسوعيًا، وأستاذًا للقانون في جامعة [إنغولد  شتات] في [ألمانيا] لكنّه ارتدّ عن المسيحية ليعتنق المذهبَ الشّيطاني، وفي عام (1770) استأجره (الـمُرابون) الذين قاموا بتنظيم مؤسّسة [روتشيلد] الصّهيونية، وإعادة تنظيم البروتوكولات، وهو التّمهيد لكنيس الشّيطان للسّيطرة على العالم..

من [ألمانيا] ظهر الصّهيوني الأكبر [كارل ماركس]، صاحبُ الشّيوعية الدّموية الحمراء، التي اغترَّ بها (العُمْيان)، وصيّروا لها أحزابًا.. كان [ماركس] هو أوّل من زكّى الاستعمار الفرنسي لشمال [إفريقيا]، وقال إنّ هذه البُلدان ستخرُج من التوحّش والتّخلف بفضل هذا الاستعمار.. كانت [ألمانيا] هي مركز الصّهيونية، ولم يتمّ نَقْل هذا المركز من [برلين] إلى [نيويورك] إلاّ بعد الحرب العالمية الأولى، فلو دَقّقتَ النّظرَ جيّدًا، لما وجدتَ فرْقًا بيْن الشّيوعية والنّازية، وكلاهما أصلُه ألماني صِرْف، وكلاهما إلحادي، وكلاهما ديكتاتوري، ولا أدلّ على ذلك، هو أنّ الشيوعيين هم من ساعد [هتلر] للوصول إلى السّلطة في [ألمانيا] النّازية.. وبعد الحرب العالمية الثانية، قامت [إسرائيل] بفضل أموال ألمانية طائلة قدّمتْها [ألمانيا] إلى [إسرائيل] كتعويض لـمَا لحِقَ باليهود من مظالم، مع العلم أنّ أولئك اليهود كانوا بسطاء وفقراء منبوذين، ومكروهين، حتى في [إسرائيل]، ولكن تمّ استخدامُهم من طرف الصّهيونية، وما زالت [ألمانيا] حتى اليوم، تتعاون مع [إسرائيل] في صناعة الأسلحة والغوّاصات، وقس على ذلك؛ فهل بقي شكٌّ حوْل صهيونية [ألمانيا] التي تُنْكر علينا حقّنا في استكمال وحْدتِنا التّرابية؟

كانت [ألمانيا] هي الأصل في تدمير الإمبراطورية الرّوسية، والإطاحة بالقيصر [نيكولا الثاني]، وذلك بتوظيف يهودي صُهيوني اسمُه [لينين]؛ لقد أمدَّتْه بأموال، وجعلت تحتَ تصرُّفه قطارًا ما زال متوقّفًا في [سان بيترسبورج] إلى يومنا هذا؛ فلو سألْت أيَّ مؤرّخ: هل كان القيصر سيسقُط من دون أموال [ألمانيا] لأجابكَ: كلاّ! فأموال الألمان هي التي أسقطتِ الملَكيةَ في [روسيا]، وقد تنازلَ [لينين] لألمانيا، عن أخصبِ وأَشْسَعِ الأراضي الروسية مقابل تلك المساعدة التي أوصلتْه إلى سدّة الحُكم.. لقد ماتَ المغاربةُ في شمال [المغرب] بفعل (المطر الأصفر) الذي استخدمه الاستعمارُ الإسباني، ولكنْ من أتَتْ تلك السّموم القاتلة؟ كانت تلك السُّموم أصْلُها ألماني، فألمانيا هي التي بنتْ معملاً (للمطر الأصفر) في [إسبانيا]، وسُمِّيَ (مشروعُ الملك ألفونس 13) ملك [إسبانيا].. وخلال الحرب الأهلية في [إسبانيا]، كانت طائراتُ (الجونْكَر) الألمانية، هي التي تَنْقل المغاربة من مطار [تطوان] للقتال رغْمًا عنهم إلى جانب [فرانكو].. كانت [ألمانيا] هي التي قسّمتْ سنة (1938) دولة [تشيكوسْلوڤاكيا] إلى [تشيكيا] وعاصمتُها (براغ)، وإلى [سلوفاكيا] وعاصمتُها [براتيسلاڤا]، ولم تَعترف بإقليم [السُّوديت] كما لا تعترف اليوم بوحدتنا التّرابية؛ وعادت [تشيكوسلوفاكيا] الموحّدة للظهور مجدّدًا، وانقسَمت [ألمانيا] إلى غربية وشرقية، واليوم توحّدَتْ، لكنّ [تشيكوسلوفاكيا] انقسَمت اليوم كما قسّمتْها [ألمانيا] سنة (1938)..

عادت [ألمانيا] اليوم، إلى الهيمنة على [أوروبّا]، وصارت الدّول الأوروبية كلّها تحكمُها امرأة شمْطاء اسمُها [ميركَل]؛ لكنّ [بريطانيا] رفضتْ هذا الواقع بفضل [بريكسيت] وقال الإنجليز: لا نريد أن تحدَّد سياستُنا في [برلين]، وكما رفض البريطانيون بالأمس هيمنة [هتلر]، رفضوا اليوم هيمنة [ميرْكَل].. كانت [ألمانيا] هي الأصلَ في حرب (البلقان) سنة (1991)، فمنذ عهد [هتلر]، و[ألمانيا] تتحكّم في مقدّرات [البوسنة والهرسك] و[كرواتيا]، وإلى يومنا هذا ما زالت [ألمانيا] تنهج نفس النهج النّازي وتمارس الوصايةَ على هذيْن البلديْن ممّا يبيّن أنّ النازية ما زالت قائمة بأشكال مختلفة في [ألمانيا]، وكذلك أرادت أن تتحكّم في [المغرب]، ولـمّا رفضَ هذه الوصاية، صارتْ أرضُها ملاذًا للْخونة والكذّابين والشّتامين خُدّام أسيادِهم الألمان الذين يعتبرونهم دون مستوى الإنسانية، بل هم عند الألمان مجرّد [ڤولْك شتُورم]، لكنّ (العُمْيان) يَنظرون، ولا يُبصرون.. وتنادي اليوم أحزابُ الأشرار التي تسمّى يَسارية، بقطْع المساعدات الألمانية للمغرب؛ ونحن نقول لهم: لا حاجةَ لنا بمساعدات مَصحوبة بالإذلال،  وعدم الاعتراف بحقّنا في استكمال وحْدتنا التّرابية، ولا حاجةَ لنا بمساعدات من دولة تحشُد الخونةَ على ترابها للنّيل من وحدتنا ومقدّساتِنا وكرامتِنا..

 

Exit mobile version