Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بعد الخروج المبكر من الكان…المحاسبة قبل وبعد الخسارة

لا يسعنا إلا أن نُثمّن عاليا الطلب، الذي رفعته الجمعية الوطنية للمحامين، إلى رئيسة المجلس الأعلى للحسابات قصد افتحاص الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكن ومع ذلك نرى أن الموضوع أكبر من ذلك، لأنه لو لم يفشل المنتخب الوطني في العبور إلى نصف كأس إفريقيا للأمم ما كنا نسمع انتقادا لفوزي لقجع ولا لوحيد خليلوزيتش، مدرب الفريق الوطني، ولا مساعديه ولا أي كلمة عن الكرة في المغرب.
لنفترض أن المنتخب المغربي مر إلى دور النصف أو وصل إلى الإقصائيات النهائية أو حتى فاز بكأس إفريقيا للأمم، بعد 46 سنة على فوزه الأول يوم كانت الكرة عشقا وليست مالا، لنفترض، فرض محال كل ذلك قد حصل. لن نسمع حينها أن الجامعة تصرف ملايين الدراهم في غير محلها وينبغي محاسبتها، ولن نسمع أن المدرب ينبغي أن يرحل مهما كان الشرط الجزائي وأن كثيرا من الرياضيين يحصلون على أموال كبيرة تحت عناوين وهمية.
الانتصار ينسينا كل شيء وتذكرنا الهزيمة بكل شيء، وهذا شيء طبيعي، لكن مقبول بالنسبة لعامة الناس، وغير مقبول بالنسبة للنخب، التي من أجل أدوارها الدفاع عن حماية المال العام، بل التدبير الجيد حتى للجامعات الرياضية مهما كانت، وبالتالي فإن المحاسبة ينبغي أن تكون قبل وأثناء وبعد الهزيمة، يعني حتى لو فازوا بكأس إفريقيا للأمم لا ينبغي أن يكون مبررا لهدر المال العام في غير محله ووفق منطق غير سليم.
في السابق كانت الجامعة تسير وفق منطق المرحلة وكان على رأسها رجل عسكري اسمه الجنيرال حسني بنسليمان، كانت المرحلة تقتضي ذلك وتقبله أيضا، فتم وضع رجل عسكري قوي من أجل بناء جامعة قوية، لكن بعد التحولات التي عرفها العالم وليس المغرب وحده أصبحت الجامعة خاضعة لمنطق الديمقراطية الداخلية والتصويت والترشيح وفق برنامج، وتم التوافق على رجل كان في الظل إلى وقت قريب.
لكن بمجرد أن تم وضعه على رأس الجامعة، بغض النظر عن شكلية الانتخاب، حتى أصبح يحاول إشعار الآخرين بأنه فوق القانون أو أنه مسنود ممن يحميه من أي خرق للقانون، في وقت تتجه الدولة من أعلى هرمها إلى آخر واحد فيها إلى بناء دولة المؤسسات، والنسبة إلى “الجهات العليا” لعبة أصبحت قديمة بعد أن تفطن لها الجميع، وباسم هذا السند أصبح “حاكما عاما” للجامعة وليس رئيسا دوره التسيير والتدبير وليس التحكم.
الصفات التي دخل بها رئيس الجامعة الحالي متعددة، ومن خلالها يعين من يشاء ويجلب من يشاء ويتعاقد مع من يشاء، فهو المسؤول عن المدرب ويتدخل في اختيار اللاعبين بل يتعامل بعنجهية مع بعض اللاعبين، الذين لن يشاركوا المنتخب اللعب مادام فيها، وتعامل مع بعضهم بأسلوب لا يليق بمواطن عادي وليس رئيس جامعة، جمع كثيرا من الوظائف حتى يبدو أنه سيفشل فيها كاملة، وحبذا لو تفرغ لتدبير وزارة ضخمة مثل وزارة مكلفة بالميزانية.

Exit mobile version