Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بعد العيد لا تنسوا الأزمة

عيد الأضحى سنة إلهية، و”من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”. لا خلاف حول انتماء سنة الأضحى المبارك إلى صنف “الشعائر التي ينبغي تعظيمها”.
الآن وقد فات العيد ومضى بما خلف وراءه من مسرات عند البعض، وهم قلة، ومن مآسٍ عند الآخرين، وهم الأكثرية، ينبغي أن نعود إلى حقيقتنا، إلى واقعنا الذي لا يسر ناظرا، حيث كان العيد مجرد “مُسكن” للآلام، والآن ينبغي أن نستيقظ من “دوختنا” التي لا مثيل لها، فماركس لم يكن مخطئا في كل شيء عندما قال “الدين أفيون الشعوب”، فمن الناحية السوسيولوجية نرى ذلك أمام أعيننا، حيث عيد الأضحى أخمد فورة مجتمع يعاني من أزمات متعددة أدخلته فيها حكومة “تجمع المصالح الكبرى”.
انتهى العيد فلننظر ما وراء دخان “الشواء” ورائحة اللحم على الفحم، فلننظر إلى الجزء الآخر من العيد، هو أن أغلبية المغاربة عانت كثيرا من أجل اقتناء كبش العيد، الذي عرف ارتفاعا، تداخلت فيه عوامل كثيرة، إذا استثنينا مضاربات الشناقة نقول إن الحكومة مسؤولة عنها، خصوصا بعد ارتفاع أسعار الأعلاف وأسعار النقل الناتجة عن الارتفاع المهول لأسعار المحروقات.
ما بعد العيد هو عشرات آلاف السيارات المركونة، التي لا يستطيع أصحابها تحريكها بشكل نهائي لأن أسعار المحروقات لم تعد تطاق بشكل نهائي وارتفعت بشكل لم يكن توقعه قبيل بضعة أشهر، وقبل سنة كان سعر لتر من البنزين أقل من السعر الحالي بحوالي الثلثين، وهذه هي الحقيقة التي لا ينفع معها “شحم العيد” لأنه بعد “سكرة” الكبش لم يبق لنا إلا أن نستفيق من غفوتنا لنرى الواقع الذي لم يعد رماديا ولكنه أسود كما أرادته الحكومة.
بعد العيد ينبغي أن نعرف أن زيادات همت المحروقات وبضائع أخرى يوم العيد، وهذه هدية أخرى من هدايا الحكومة التي رفعت شعار “تستاهلو أحسن”. حيث غلت الأسعار على مقربة من العيد وحتى يوم العيد، ففي الوقت الذي كنا نذبح خروف العيد، كانت هي تذبحنا من الوريد إلى الوريد، وزادت في سعر المحروقات كما لاحظه كثير من مستعملي السيارات، دون أن ننسى الزيادة في أسعار كثير من مشتقات الحليب.
ما تجهله حكومة “تجمع المصالح الكبرى” هو أن هذا المسار سيضر كثيرا بالاقتصاد الوطني وقد يؤدي إلى الإفلاس، لأن المواطن سيصل إلى مرحلة لن يستطيع معها شراء كثير من البضائع والمواد الاستهلاكية، وبالتالي ستبور السلع وستبقى في السوق إلى أن تفقد صلاحيتها وسيضيع المصنع والمستورد، وهذا مضر بالدورة الاقتصادية للمغرب، وهذا ما لا تريد فهمه الحكومة الحالية التي لم تتخذ أي إجراء كيفما كان للخروج من الأزمة، وأصبحت متخصصة في إدخال المغاربة في مزيد من الأزمات.

Exit mobile version