Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بعد مستوردات البرازيل…إن البقر تشابه علينا

في ثمانينيات القرن الماضي كان هناك سياسي مغربي ماهر لكن لغته كانت تتحول إلى “نكت”. إنه أرسلان الجديدي وكان وزيرا. ذات يوم كان في زيارة إلى إحدى ضيعات الأبقار المستوردة وقال “من هنا لـ2000 غادي المغرب كلو يولي بقر”. طبعا كان قصده هو أن يتم استيراد وتربية مزيد من الأبقار لكن المغاربة حوّروها وقالوا إنه يقصد المغاربة. لكن ومن باب الإنصاف فإن أولئك الوزراء كانوا يفكرون باستراتيجية. لقد حقق المشروع مبتغاه حيث حقق المغرب اكتفاء ذاتيا من حيث اللحوم ومنتجات الحليب.
لكن أي مشروع حتى لو نجح فإنه يستوفي شروط وجوده، فالأوضاع تغيرت والديمغرافية تحولت وحتى نمط الاستهلاك تبدل. وبالتالي كان لزاما من تغيير النموذج، الذي لم يعد كافيا وقادرا على تغطية الحاجيات.
وجاء مشروع المخطط الأخضر وصندوق تنمية العالم القروي والملايير التي تم صرفها عليه. كان هناك وزير يسمى عزيز أخنوش مكلفا بالفلاحة وأصبح عزيز أخنوش رئيسا للحكومة. 15 عاما جنينا من ورائها غلاء أسعار الخضر والمواد الفلاحية واستيراد الأبقار من البرازيل وهي الأبقار التي أثارت جدلا كثيرا خصوصا وأن العديد من الدول أوقفت استيرادها خوفا من ألا تكون صالحة، خصوصا وأنها تستعمل لركوب “عناصر الحماية المدنية”.
مشروع صرفت عليه الملايير ذهب أدراج الريح وأبقار مشكوك فيها تذبح في المغرب. والحكومة لا تقول شيئا للمغرب. مرة قال إدريس البصري، وزير الدولة في الداخلية إن الانتخابات جرت بشفافية ونزاهة وديمقراطية، فرد عليه عبد الله القادري إنها لم تكن “شفافات ولا نزيهات ولا ديمقراطيات”.
زعماء كان كلامهم في فكاهة لكن يقولون الحقيقة ولو مرة واحدة. حكومتنا الحالية ينطبق عليها قول عبد الله القادري رحمه الله، لأنها تأتي سلوكا غير واضح في كل شيء. أولا أين ذهبت أموال المغرب الأخضر وأين الأخضر والخضرة؟ ومن المسؤول عن هذا الفشل الذريع؟ وكيف أصبحنا نستورد الأبقار من البرازيل؟
نبوءة أرسلان الجديدي تتحقق بعد أربعين سنة على يد عزيز أخنوش. ها هي الأبقار تغزو موانئ المغرب، لكن لا أحد خرج ليقول للمغاربة مدى سلامة هاته الأبقار؟ وهل هي صالحة للاستعمال؟ ولماذا لم يتحول المغرب إلى ضيعات لتربية الأبقار بعد صرف الملايير المذكورة؟
كنا نتمنى أن يكون إنتاج المغرب من الأبقار كافيا ووافرا بل كان بالإمكان لو تم توظيف تلك الأموال في محلها أن نكون اليوم من مصدري الأبقار إلى دول العالم، ودون الحاجة إلى الاستيراد، رغم أن المغرب لم يعرف مثلا أزمة أو جائحة أثرت على تربية الأبقار.
من حق المغاربة أن يشكوا فيمن كان السبب وراء هذه “الجريمة” التي تهدد المغاربة بعام الجوع أو عام “البصلة”، الذي ارتفعت فيه الأسعار بالضعفين في كل شيء وفقدنا القطيع والحكومة تضحك على المواطنين وتمنيهم بحل المشكل.

Exit mobile version