Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بمناسبة الدخول السياسي حديث عن العطلة الحزبية

السياسة يمارسها فاعلون في المجتمع، أحزاب وغير أحزاب، وهي تمارس على الجميع، والأحزاب السياسية هي الأداة التي تتوسط بين الفكرة والمجتمع، وتنقل من بين أفراده من هم قادرون على تحمل المسؤولية، ونسميهم مناضلين، والمناضل ينبغي أن يعرف أنه مختلف عن عوام الناس، الذين يعيشون حياة طبيعية، فالنضال يتطلب نوعا من التضحيات، وعلى رأسها التضحية بالوقت، ولهذا شئنا أم أبينا يبقى مختلفا عن باقي المواطنين، بكونه منخرطا في صياغة الفكرة وإنتاجها والدفاع عنها ومن خلالها الدفاع عن تعبيرات اجتماعية.
ولهذا كله اخترنا اليوم الحديث عن العطلة السياسية، فالأحزاب التي تستعد اليوم للدخول السياسي، لم تهيئ له، بل حصلت على عطلتها مثلها مثل باقي خلق الله، وقليل منها أصدر بيانات تتعلق بقضية معينة، ونعرف أنه يتم كتابته من قبل شخص يتقن تدبيج الكلام وتتم المصادقة عليه وأحيانا يوقعه الزعيم لوحده، أما غير ذلك فالمناضلون استمتعوا بعطلتهم كاملة.
كانت الأحزاب السياسية في وقت سابق تعد العدة للدخول السياسي خلال الصيف، فعندما يذهب الناس إلى عطلتهم قصد الاستمتاع بجو الصيف، يكتفي المناضلون بعطلة قصيرة للغاية، ثم يشمرون عن ساعد الجد، ويتدربون على مواجهة التحديات التي يطرحها الدخول السياسي.
كان الصيف عبارة عن ورش مفتوح، حيث لا تغلق الأحزاب السياسية مقراتها، ومنها اليوم من لا مقر لها حيث تنتظر اقتراب الانتخابات لتكتري مقرا أو دكانا تمارس فيه بيع التزكيات، ومن خلال هذه العطلة كان يتم استقطاب الشباب الراغبين في قضاء عطلة مختلفة.
كانت الأحزاب تنظم الجامعات الصيفية، التي هي عبارة عن تكوين مفتوح للمغاربة، يتم خلاله استضافة باحثين وسياسيين ومفكرين من الداخل والخارج قصد تأطير ندوات ذات مواضيع راهنية، ويخرج المناضلون بأفكار جيدة تؤطر سلوكهم السياسي، وكانت الأحزاب تستوعب الشباب من خلال مخيمات الشبيبة.
اليوم لم نسمع أن حزبا نظم ندوة خلال الصيف، أو أن حزبا نظم جامعة صيفية، أو أن شبيبة نظمت مخيما تأطيريا، وحتى نكون منصفين فإن الاستثناء موجود، لكن هذا الاستثناء لا يمكن أن يكون معبرا عن جوهر الأحزاب، التي ينبغي أن تكون قد شكلت خلال الصيف تصورها للعمل السياسي وبالتالي الدخول السياسي.
عندما كان الحزب حزبا والتنظيم تنظيما كانت عشرات القضايا التي تنتظر المناضلين يتم تداولها خلال عطلة الصيف، وكانت حتى الفصائل الطلابية تنظم مخيمات صيفية لتأطير طلبتها الجدد، أما اليوم فالجميع كان في عطلة وحالا بدأت اجتماعات التنظيمات السياسية والتنظيمات الموازية، التي استيقظت لكن أغلبها ما زال نائما في انتظار الدخول البرلماني، لأنه أصبح عند البعض معيارا للدخول السياسي.
أصبحنا نعيش حقبة تدانى فيها العمل السياسي حتى أضحى مثل روتين يومي يقوم به بعض الأشخاص المنتمين للأحزاب السياسية والذين ينتظرون بشكل أو بآخر كيف يغنمون.

Exit mobile version