Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بمناسبة راس العام…سنوات الحكومة العجاف -3-

ونحن نودع سنة لنستقبل أخرى، نرى أن الحكومة تؤمن بالوصل السلبي بين السنوات، حيث اختتمت السنة بإضراب تاريخي لرجال ونساء التعليم، وستفتتحها بنفس الإضراب، يعني المغرب سيعيش إضرابا بدأ في الأشهر الأخيرة لسنة 2023 وسيعيش على وقعه سنة 2024، وما كان ينبغي للحكومة أن تكون كذلك.
الحكومة الناجحة هي الحكومة التي تمتص الغضب والصدمات وتحولها إلى خلاصات، أما الحكومة التي تخلق التوتر وأسباب عدم الاستقرار فهي حكومة فاشلة.
هذه الحكومة تسببت في كوارث اجتماعية، بعضها نتيجة التهور في اتخاذ القرارات، وبعضها نتيجة سوء التدبير، وبعضها نتيجة عدم الوفاء بالوعود الفلكية التي أطلقتها الأحزاب الأغلبية خلال الحملة الانتخابية، والتي أطلقتها الحكومة في تصريحها الذي قدمته للبرلمان كي تحصل على التنصيب، وبعضها ناتج عن التفكير في منافع “تجمع المصالح الكبرى”.
الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أخرجت الكثير من الفئات إلى الشارع. وما زالت فئات أخرى تستعد لتخرج في 2024.
هذه السنة عشنا على وقع إضرابات واحتجاجات كثيرة أهمها إضراب رجال ونساء التعليم، الذي غطى على كل الاحتجاجات، إذ إننا أتممنا شهرا رابعا ولم يدخل التلاميذ بعد إلى أقسامهم، وأصبحت الامتحانات الإشهادية على الأبواب في وقت لم يتلق التلاميذ أي درس من الدروس.
لقد ظلت الحكومة تراوح مكانها، بل لقد ساهمت في تأجيج غضب الشارع التعليمي، ففي الوقت الذي نزل الأساتذة يحتجون ضد النظام الأساسي لم تفتح النقاش، وكنا من السبّاقين إلى القول بضرورة حل المشاكل قبل أن تستفحل وقبل أن تكبر كرة الثلج وهي تتدحرج، وهو ما وقع حيث أصبحت اليوم كبيرة وتوسع الخرق على الراتق، والحكومة بدل أن تقوم بفتح الحوار خرج وزراؤها نافخين صدورهم يتحدون الجميع.
لم نعرف ما الدافع الذي أوحى لوزير غير معني بالقطاع، الذي قال ذات يوم لمندوب وزارة الثقافة بتارودانت إنه يعرف لون جواربه، ليتدخل في الملف ويقول “لن يلوي أحد ذراع الحكومة” أو الدولة لأنه يعتقد أنه هو الدولة؟ الكلمات التي قالها أخنوش في حق الأساتذة صعّبت المهمة.
لقد ركبت الحكومة رأسها، وحذّرناها من الركون إلى النقابات الأكثر تمثيلية لأن هذا المفهوم لم يعد له من مصاديق على أرض الواقع، وبالتالي ينبغي البحث عن أرضية للحوار مع من يؤطر الشارع التعليمي، أي التنسيق الوطني في قطاع التعليم. لكن الحكومة لا تريد محاورة تنظيمات غير قانونية ناسية أنه فرضها الواقع العملي وفرضها التنسيق الميداني، كما أنه لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال، لكن الحكومة سمعت ما يقوله وزراؤها ونسيت أنهم لا يعرفون شيئا عن الواقع.
بعد إضراب التعليم ستدخل قطاعات أخرى إلى الاحتجاج وستستقبل الحكومة السنة الجديدة باحتجاجات مكثفة في مجالات كثيرة و”فكّها يا من وحلتيها”.
يبدو أن الحكومة لا تفكر في الاستقرار ولا يهمها أصلا.

Exit mobile version