Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بنكيران ومبلغه من علم العقائد

ما كنا لنعود للحديث عن عبد الإله بنكيران، الامين العام للعدالة والتنمية ومؤسس إحدى الجحركات الإسلامية التي تسمى التوحيد والإصلاح، لولا أن بيان الحزب حول زلزال الحوز ربط بين “الزلزال” وغضب الله. وليس مهما ما أقدم عليه بعض أبناء الحزب، لأنه لا قيمة لما قاموا به والثغرات “العقائدية” لبنكيران ليست جديدة.
الربط بين الزلزال وبين غضب الله تدخل وواسطة بين الله وخلقه وهذا لا يحق لأي كان. ومن أدراه بأن ما وقع غضب إلهاي؟ أجمع الأشاعرة ، والمغاربة على معتقد أبي الحسن الأشعري، على أن من مات في الزلزال أو الفيضان أو بريح عاصفة مات شهيدا، ولم يجر سوى خلاف بسيط حول تغسيله إن كان جسده كاملا، فكيف يكون شهيدا من مات نتيجة غضب الله؟
قلنا في أوقات سابقة بأن العدالة والتنمية الخارج من رحم التوحيد والإصلاح هو ابن حركة إسلامية غير أشعرية مخالفة لعقائد المغاربة، وها هو بنكيران يثبت ذلك مرة أخرى، لكنه يؤكد معطى آخر هو أن رصيده من فهم العقيدة كرصيد الحكواتي، الذي ليس مطلوبا منه أن يقدم حقيقة بشكل نهائي.
في نهاية ثمانينات القرن الماضي، كان بنكيران يجمع المكتب التنفيذي للجماعة الإسلامية، التي ستتحول لتصبح حركة الإصلاح والتجديد، قبل الوحدة مع رابطة المستقبل الإسلامي لتلد التوحيد والإصلاح، وقال لأصحابه: إن كثيرا من الأنبياء سيأتون يوم القيامة لوحدهم وإذا جئت أنا وعبد الله باها ومعنا خمسون نفرا فهذا خير كثير. لا أحد يضمن الجنة لنفسه.
وحتى مع تقدم عمره لم تتغير نظرته العقائدية، فذات يوم من العقد الثاني من الألفية الثالثة، كان يخاطب المنتخبين الجماعيين للحزب بمركب الأمير مولاي عبد الله، وفي وقت كان المغرب حسم مع ملف 16 ماي، الذي عرف تفجيرات إرهابية أودت بحياة عشرات الشهداء وما زالت معاناة الجرحى والمعطوبين مستمرة، في هذا الوقت قال بنكيران: إذا كان إبراهيم الخليل شك في وجود الله فكيف لبنكيران لا يشك في من فعل وارتكب أحداث 16 ماي؟
حينها كتبنا ردا عليه وقلنا إن بنكيران لا يفهم في العقيدة بل إن عقيدته في الأنبياء مخرومة بشكل كبير، فإبراهيم الخليل كان يفكر بصوت مرتفع، وهو ما لا يمكن أن يفهمه رجل لا يقرأ وقصارى جهده أن يستمع إلى الأشرطة التي يحولها إلى مواعيظ.
الذين انسحبوا اليوم احتجاجا على زيغان بنكيران العقائدي فهذا الأمر متأصل فيه، ولماذا لم تحتجوا عليه عندما اتهم نبي من أنبياء الله بالكفر؟
لم يستطع بنكيران ولا الحركة الإسلامية المغربية في عمومها من إنتاج علماء قادرين على التعاطي مع قضايا الدين والعقيدة بشكل نوعي ولكنهم مجرد مرددين لكلام غيرهم من “السلفية لايت” ولكن في العمق هذه رؤيتهم للمجتمع.

Exit mobile version