من داخل أروقة المحكمة الزجرية عين السبع بالدار البيضاء، حاول دفاع محمد بودريقة، الرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي، الذي يُتابع في حالة اعتقال على خلفية ملف يتعلق بجرائم الأموال، أن يخفف من وطأة التهم الموجهة إلى موكله عبر أسلوب مثير للجدل: عرض سلسلة من الصور الفوتوغرافية تجمعه مع شخصيات وازنة.
خلال جلسة زوال اليوم الثلاثاء، قدّم المحامي نور الدين الرياحي مرافعة تراوحت بين القانوني والرمزي، مستعرضاً صوراً لبودريقة إلى جانب الملك محمد السادس، وولي العهد الأمير مولاي الحسن، ثم صورة أخرى تجمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
واعتبر الرياحي أن مجرد وجود موكله في صورة مع رئيس دولة أجنبية كفرنسا، التي تُعرف بدقة أجهزتها الأمنية، “دليل على نزاهته ومكانته”، على حد تعبيره.
ولم تتوقف المرافعة عند هذه الحدود، إذ شملت صوراً أخرى لبودريقة رفقة أمراء وشيوخ من دول الخليج، إلى جانب صورة جمعته برئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، باعتباره زميلاً سابقاً في حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي مثّله بودريقة داخل قبة البرلمان قبل أن يُعزل من مهامه.
محاولة الدفاع تحولت إلى مادة للنقاش داخل القاعة، حيث أثارت هذه الخطوة ردود فعل متباينة، بين من اعتبرها محاولة “لتلميع صورة” المتهم، ومن رأى فيها انزياحاً عن جوهر الملف المرتبط بشبهات مالية تستدعي أدلة مادية وقرائن دقيقة، وليس مجرد صور ذات طابع بروتوكولي.
في انتظار استكمال أطوار المحاكمة، تظل ورقة “العلاقات الرفيعة” التي لوّح بها الدفاع خطوة محسوبة بدقة، لكنها تبقى بعيدة عن حسم المسار القانوني لقضية تترقّبها جماهير كرة القدم والرأي العام المغربي بترقب وحذر.