Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

بوريطة: حل الدولتين ضرورة تاريخية لا شعار دبلوماسي.. والمغرب يرفض متاجرة المتطرفين بالقضية الفلسطينية

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله ورئاسته للجنة القدس، تعتبر أن حل الدولتين هو “الخيار الوحيد الذي لا خاسر فيه”، مشددًا على أن هذا الحل هو مفتاح أمن واستقرار المنطقة، وضامن لكرامة الفلسطينيين وأمن الإسرائيليين، وفرصة حقيقية لتنمية الشرق الأوسط.

وجاء هذا الموقف خلال افتتاح الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، المنعقد في الرباط اليوم الثلاثاء، بتنظيم مشترك بين المغرب وهولندا، في ظل ظرفية إقليمية شديدة التعقيد، تحت شعار: “استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة”.

المغرب يهاجم “المتطرفين من كل الأطراف”

وفي خطاب لافت اللهجة، انتقد بوريطة ما أسماهم بـ”الخاسرين الحقيقيين” من أي تسوية سلمية، في إشارة إلى “المتطرفين من كل الأطراف الذين يتغذون على الصراع ويعيشون في ظله”، وهاجم من وصفهم بـ”المعارضين الكسالى” الذين يرفعون الشعارات دون تقديم دعم ملموس للفلسطينيين.

واعتبر الوزير المغربي أن حل الدولتين ليس شعاراً سياسياً فارغاً أو غطاء لمزايدات دبلوماسية، بل خيار واقعي ومسؤول يتطلب خارطة طريق بإجراءات ملموسة وآجال واضحة، محذرًا من أن استمرار دوامة العنف لم ولن يُنتج سلامًا.

دعم جلالة الملك محمد السادس للمقاربة المتوازنة

وأشار بوريطة إلى أن موقف المغرب نابع من قناعة تاريخية راسخة، جرى التعبير عنها في محطات متعددة، من الراحل الحسن الثاني إلى جلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن الدبلوماسية المغربية لطالما تبنّت نهجًا هادئًا وفعّالاً، قائما على الوساطة والتقريب والاشتغال في صمت.

وذكّر بمضامين الخطاب الملكي خلال القمة العربية ببغداد، والذي رسم معالم تجاوز الوضع الراهن، عبر الوقف الفوري للعدوان، وضمان إيصال المساعدات، ودعم الأونروا، وإعادة إعمار غزة تحت إشراف السلطة الفلسطينية وبتنسيق دولي.

التحالف الدولي في الرباط.. نحو رؤية واقعية

عرض بوريطة محاور التحالف الثلاثة:

  1. استلهام نجاحات الماضي لإثبات أن السلام ممكن.

  2. دعم السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس باعتبارها الشريك الوحيد.

  3. ترسيخ البعد الاقتصادي من خلال مقاربة “اقتصاد السلام” كرافعة للاستقرار والتكامل.

وأكد أن الحل السياسي لا يُعوّض بدعم ظرفي، وخص وكالة بيت مال القدس بإشادة خاصة نظير جهودها الميدانية الموجهة للاقتصاد الفلسطيني.

دعم للسعودية والنرويج وفرنسا

كما نوه الوزير المغربي بدور السعودية، والنرويج، والاتحاد الأوروبي في الدفع بالحل السياسي، مجدداً دعم المغرب للمؤتمر المرتقب الشهر المقبل في نيويورك، الذي سترأسه السعودية وفرنسا لمواصلة الزخم الدبلوماسي.

الرباط حاضنة الأمل السياسي

وختم بوريطة مداخلته بالتأكيد على أن احتضان الرباط لهذا الاجتماع في ذروة مأساة غزة، ليس مجرد فعالية دبلوماسية، بل رسالة سياسية قوية وأمل صادق بإعادة بعث حل الدولتين وتحويله من رؤية إلى واقع، مذكّرا بأن التحالف الدولي يمثل منصة واعدة لإحياء المسار السياسي بآليات ملموسة.

وشدد على أن المجتمع الدولي مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تحويل شعار حل الدولتين إلى مشروع حقيقي يعيد الثقة ويمنح المنطقة فرصة الخروج من نفق الصراع الطويل.

Exit mobile version