أعلنت الولايات المتحدة فتح بعثة دبلوماسية “افتراضية” في الصحراءالمغربية، عقب اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، في انتظار فتح قنصلية “قريبا” تنفيذا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الذي أعلن بداية دجنبر الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء. وجاء ذلك مقابل تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل.
وكشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس على “تويتر” قائلا “يسعدني أن أعلن انطلاق مسار فتح قنصلية للولايات المتحدة في الصحراء”، وأضاف بومبيو في بيان أنه سيتم ” افتتاح مركز حضور افتراضي فورا” على أن تتلوه قريبا قنصلية، وتابع أن “الحضور الافتراضي سيعتمد على سفارة الولايات المتحدة في الرباط، وسيولي اهتماما خاصا بتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، وأكد بومبيو، على أن واشنطن تواصل دعم المفاوضات السياسية لحل الخلافات بين المغرب والبوليساريو، في إطار خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب”.
ويقوم السفير الأمريكي دايفيد فيشر بزيارة إلى مدينة الداخلة قبل العاشر من شهر يناير المقبل من أجل البدء في إجراءات البحث عن العقارات المحتملة لاحتضان القنصلية الأمريكية، ويوضح الدبلوماسي ذاته أن “السفارة الأمريكية بالمغرب ستواصل العمل بنشاط مع المسؤولين المحليين والمجتمع المدني في منطقة الصحراء، “لبناء علاقات أوثق بين بلدينا”.
ووافق وزير الخارجية الأمريكي الخميس على إنشاء مركز تواجد افتراضي، في إطار بداية العملية الرسمية لفتح قنصلية بالأقاليم الجنوبية، جدير بالذكر أن التواجد الافتراضي أو ما يعرف اختصارا بـ”VPPs” لا يقتضي وجود موظفين مقيمين، وتسمح هذه التقنية للسفارات بتوفير فضاء للتواصل الدبلوماسي عن بعد مع المدن أو المناطق المهمة.
وتسهر السفارة على قيام أفراد البعثة بزيارات منتظمة إلى المنطقة المعنية والمشاركة الافتراضية من خلال مواقع على الإنترنت مخصصة لهذا الغرض، وذلك قبل التواجد الفعلي في الداخلة.
و أعلن ديفيد فيشر، سفير الولايات المتحدة بالرباط، أن اعتراف الرئيس دونالد ترامب بمغربية الصحراء سيظل “قائما” مع الإدارة الأمريكية المقبلة، وقال فيشر ردا على سؤال حول الموضوع “أعتقد أن الإعلان الذي وقع عليه الرئيس دونالد ترامب سيظل قائما، وستكون لدينا علاقة اقتصادية دافئة ورائعة، سواء من خلال الإدارة الجمهورية أو الديمقراطية”.
وحددت مذكرة التفاهم التي أبرمها المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء، المجالات ذات الأولوية للاستثمار، مع ترجيح مجالات الطاقات المتجددة والصحة والسياحة، ومن خلال هذه الوثيقة، أعرب البلدان عن إرادتهما المشتركة للنهوض بالاستثمارات، وذلك مع ضمان تعزيز المبادرات لصالح بلدان القارة الإفريقية، وتم التوقيع على مذكرة التفاهم، يوم الثلاثاء، بين الشركة الأمريكية لتمويل التنمية الدولية والحكومة المغربية، وذلك بهدف سد فجوة الاستثمار في مجالات التدخل المحددة.
ويتعلق الأمر أساسا بتقديم دعم لمشاريع استثمارية محددة من قبل البلدان، تهم الفلاحة، والولوج إلى التمويل، والسياحة، والبنية التحتية، والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، وإعادة الهيكلة الصناعية، وكذا الابتكار والتقنيات الجديدة.
وبموجب مذكرة التفاهم هاته، ستستفيد مشاريع التدخل المؤهلة من دعم الشركة الأمريكية لتمويل التنمية الدولية من خلال قروض مباشرة وضمانات وأصول رأسمالية والتأمين وإعادة التأمين، وكذا المساعدة التقنية والتكوين، ولهذه الغاية، سيتم استثمار مبلغ 5 ملايير دولار على مدى السنوات الأربع القادمة، من أجل دعم المشاريع الاستثمارية المؤهلة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وستنتهي مذكرة التفاهم هذه، التي تمتد على مدى أربع سنوات، ودخلت حيز التنفيذ في 22 دجنبر 2020، تاريخ التوقيع عليها، في 22 دجنبر 2024، وقد تخضع للتمديد من قبل الجانبين.
و يشكل القرار التاريخي، الذي سجله إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على منطقة الصحراء المغربية، عملا يندرج في إطار استمرارية السياسة الأمريكية تجاه حليف وشريك استراتيجي منذ أمد طويل، وبالفعل، فقد وقع الرئيس ترامب، في الرابع من دجنبر 2020، إعلانا رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.
ويأتي هذا القرار الأمريكي، الذي يعد أيضا نقطة تحول رئيسية وتاريخية في العلاقات التي استمرت لقرون بين البلدين، ليعزز الشراكة الاستراتيجية الثنائية والطابع الفريد والمتفرد لهذه العلاقة التي تدرج المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية في تحالف متجدد، ويتعلق الأمر بانعكاس لقوة القناعة العميقة ونتيجة المشاورات المكثفة بين قائدي الدولتين لعدة سنوات.