حذرت السلطات السعودية يوم الاثنين من ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة مع اختتام الحجاج لمناسك الموسم الحالي، حيث شهدت المنطقة طقسًا حارًا أدى إلى تسجيل عدد من حالات الوفاة.
بحسب المركز الوطني للأرصاد، بلغت درجة الحرارة في مكة المكرمة عند الساعة الواحدة ظهرًا في الظل 51.8 درجة مئوية في المسجد الحرام، حيث كان الحجاج يطوفون حول الكعبة. وفي منى المجاورة، وصلت الحرارة إلى 46 درجة مئوية، في حين كان الحجاج يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق.
أوضحت وزارة الصحة السعودية لقناة “الإخبارية” الرسمية أن “المشاعر المقدسة تسجل اليوم أعلى درجات الحرارة منذ بدء الحج بدرجة قد تصل إلى 49 درجة مئوية، ونوصي ضيوف الرحمن بعدم التعرض للشمس”. في منشور على منصة إكس، حذرت وزارة الصحة من التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحًا والرابعة عصرًا، ناصحة الحجاج بتجنب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء.
أفاد مسؤول في وزارة الصحة الإندونيسية متواجد حاليًا في السعودية أن 136 حاجًا إندونيسيًا قضوا خلال الموسم الحالي بينهم ثلاثة على الأقل جراء ضربة شمس. كما ذكر المتحدث الرسمي باسم حجاج إقليم كردستان العراق، كاروان ستوني، أن 13 وفاة سجلت في صفوف حجاج الإقليم، بينهم 11 امرأة، وغالبية الوفيات بسبب درجة الحرارة العالية بالإضافة إلى جلطات بالقلب.
وأكد ستوني أن “12 من بين الوفيات لم يكن لديهم تصريح وقد دخلوا عن طريق التأشيرة السياحية أو تأشيرة العمرة”، مشيرًا إلى أن هؤلاء لم يتمكنوا من استخدام الأماكن المكيفة التي توفرها السلطات السعودية.
وفي الأردن، أُعلن عن وفاة 14 حاجًا وفقدان 17 آخرين “جراء موجة الحر الشديدة”. بينما أعلنت إيران عن وفاة خمسة حجاج بدون تحديد السبب، وذكرت السنغال وفاة ثلاثة من مواطنيها خلال الحج.
أعلنت وزارة الصحة السعودية يوم الأحد تسجيل “2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة والتعرض للشمس، وعدم الالتزام بالإرشادات”. وأكدت الوزارة في بيانها أن “الوقاية هي الأهم، والتزام الحجاج بعدم الخروج وقت الذروة إلا عند الضرورة، أو استخدام المظلة، كان سيقلل حالات الإصابة بالإجهاد الحراري”. وأضافت “إرشاداتنا الصحية للأيام القادمة واضحة وسهلة وهي: حمل المظلة، شرب الماء بانتظام، عدم التعرض للشمس”.
يتأثر موسم الحج، وهو من أكبر التجمعات الدينية في العالم، بشكل متزايد بالتغير المناخي، حيث أفادت دراسة سعودية بأن الحرارة في المنطقة ترتفع بمعدل 0.4 درجة مئوية في كل عقد.
في منى، كان الحجاج يفرغون عبوات مياه على رؤوسهم، بينما وزعت السلطات مشروبات باردة ومثلجات بنكهة الشوكولاتة التي كانت تذوب في غضون ثوانٍ.
روت المصرية عزة حميد إبراهيم (61 عامًا) لوكالة فرانس برس أنها رأت أشخاصًا هامدين على قارعة الطريق أثناء سيرها من وإلى مكان رمي الجمرات. وقالت وهي تجلس في الظل: “كان اليوم صعبًا بسبب الحرارة لدرجة أن الكثير من الناس ماتوا وسيارات الإسعاف منشغلة للغاية”. وأضافت “كنت أعتقد أننا على وشك الموت لأنني لم أكن قادرة على مواصلة السير لأصل إلى مكان رمي الجمرات. يداي ترتجفان وأشعر أن جسمي متلاشٍ”.