Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تحول رقمي وميداني في مواجهة الجريمة والإرهاب

ابتكار تقني وأمن رقمي متطور و بعد اجتماعي وإنساني في صلب الإصلاح الأمني

شهدت المؤسسة الأمنية تحولات هيكلية ووظيفية غير مسبوقة، سواء على صعيد مكافحة الجريمة المنظمة، أو عبر تطوير قدرات الشرطة الخاصة والنخبة، واعتماد الشرطة المجتمعية كنموذج جديد للتفاعل مع المواطن.

وفي مجال مكافحة الإرهاب، رسّخ المغرب مكانته كفاعل دولي محوري، من خلال التعاون الوثيق مع عدد من الدول الأوروبية والإفريقية. فقد نجحت الأجهزة المغربية، بفضل التنسيق الاستخباراتي والميداني، في تفكيك العشرات من الخلايا الإرهابية، كان آخرها هذا الأسبوع بالتعاون مع الاستخبارات الفرنسية، حيث تم توقيف جندي فرنسي سابق تحوّل إلى جهادي خطير كان يعتزم الانضمام إلى خلية إرهابية تنشط في سوريا.

ويعكس هذا النجاح نجاعة النموذج المغربي في التعامل مع التهديدات العابرة للحدود، حيث أصبحت المملكة شريكًا موثوقًا لعدد من القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، فرنسا، إسبانيا، وألمانيا، التي عبرت عن تقديرها العميق للخبرات المغربية، خاصة في حماية الفضاء الأوروبي من مخاطر التطرف، كما توالت إشادات المجتمع الدولي بدور المغرب، وخاصة بشخص عبد اللطيف حموشي، في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي. فقد وصف مسؤول أوروبي المغرب بـ”النموذج في ربط الأمن بالتنمية”، في حين عبّر السفير الأمريكي عن “امتنان بلاده للمساهمة المغربية في إفشال عمليات إرهابية على التراب الأوروبي”.

وفي تكريم عربي لافت، نال حموشي وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى، وهو أرفع وسام أمني عربي، تقديرًا لجهوده في تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية العربية.

كما حصل على عدد من الأوسمة الدولية الأخرى، مثل وسام الاستحقاق الأمني الإسباني، ووسام الشرف من الجمهورية الفرنسية، عرفانًا بالشراكة المتينة بين الرباط وهذه الدول في مجال مكافحة الإرهاب.

ابتكار تقني وأمن رقمي متطور
على هامش الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، التي تُنظم هذه السنة بمدينة الجديدة، قدّمت الأطر الأمنية المغربية مجموعة من الابتكارات التقنية الحديثة، أبرزها استخدام الطائرات بدون طيار (الدرون) المجهزة بالذكاء الاصطناعي، والمخصصة لتأمين الفضاءات العامة والتظاهرات الكبرى.

وتم عرض هذه التقنيات أمام المدير العام عبد اللطيف حموشي وعدد من الشخصيات الرفيعة، حيث أُبرزت قدرات هذه الطائرات على إحصاء الحشود، تتبع التحركات، وإصدار التحذيرات، مما يجعلها أداة حيوية في إدارة الأزمات والتجمهرات.

وتعد هذه الابتكارات خطوة نوعية في تعزيز الأمن الرقمي بالمغرب، خاصة مع تصاعد التهديدات السيبرانية، حيث تم إنشاء وحدات أمنية مختصة في هذا المجال، مجهزة بأحدث الوسائل لرصد التهديدات الرقمية والتصدي لها بفعالية.

بعد اجتماعي وإنساني في صلب الإصلاح الأمني
لم يقتصر نهج حموشي على تحديث الأجهزة الأمنية تقنيًا، بل امتد إلى الاهتمام بالعنصر البشري، من خلال تحسين الظروف المهنية والاجتماعية لموظفي الأمن، وإنشاء مؤسسات صحية خاصة، مثل مستشفى الشرطة بالرباط، وتطوير منظومة التكوين المستمر والترقيات.

وفي هذا السياق، وقّع حموشي، يوم الأحد 18 ماي، بمدينة الجديدة، اتفاقية شراكة مع مجموعة رونو المغرب، تهدف إلى توفير خدمات بأثمنة تفضيلية لفائدة موظفات وموظفي الأمن الوطني وعائلاتهم، في إطار استراتيجية شاملة توفر تغطية اجتماعية متكاملة للعاملين في هذا القطاع الحيوي.

نحو العالمية: مؤتمر الإنتربول في مراكش
في خطوة تعكس الثقة الدولية المتنامية بالمغرب، يستعد هذا الأخير لاستضافة الدورة الـ93 للجمعية العامة للإنتربول في نونبر 2025 بمدينة مراكش. ويُتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 190 دولة، ما يجعل منه لحظة بارزة في مسار السياسة الأمنية المغربية، وفرصة لإبراز ريادة عبد اللطيف حموشي في تطوير نموذج أمني عالمي الطابع، قادر على التفاعل مع التحديات الجديدة بتنسيق محكم ومتعدد الأطراف.

المغرب يعيد تعريف الأمن برؤية عبد اللطيف حموشي

في سياق الاحتفاء بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، يبرز اسم عبد اللطيف حموشي كأحد أهم صُنّاع التحول الأمني في المغرب، حيث لم يقتصر دوره على تحديث الأجهزة الأمنية، بل أعاد رسم معالم مفهوم الأمن الوطني باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار الداخلي وواجهة دبلوماسية فعالة لمواجهة التهديدات الإقليمية والدولية.

منذ تعيينه على رأس المديرية العامة للأمن الوطني سنة 2015، إلى جانب مهامه كمدير عام لمديرية مراقبة التراب الوطني (DST) منذ عام 2005، نجح حموشي في بلورة نموذج أمني متطور وفعال يرتكز على الكفاءة المهنية، احترام حقوق الإنسان، والجاهزية الميدانية في مواجهة كافة أشكال الجريمة، وعلى رأسها الإرهاب.

رجل الظل… صانع التغيير العميق
ينحدر عبد اللطيف حموشي من مدينة تازة، حيث وُلد سنة 1966، وتلقى تكوينًا أكاديميًا مرموقًا في مجال الحقوق، مهد له ولوج عالم الاستخبارات في سن مبكرة. لم يمض وقت طويل حتى تولّى سنة 2005 مسؤولية مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، ليُصبح أصغر من تولى هذا المنصب، ثم جاء قرار تعيينه المزدوج سنة 2015 ليقود اثنين من أهم الأجهزة الأمنية في المملكة، في سابقة تعكس حجم الثقة الملكية في شخصه وقدرته على دمج العمل الاستخباراتي بالرؤية الأمنية الاستباقية.

الأمن في خدمة الاستقرار والتنمية

في الذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، لا يقتصر الأمر على الاحتفاء بمؤسسة أمنية، بل هو احتفاء بمشروع وطني متكامل يقوده عبد اللطيف حموشي، رجل الأمن والدولة، الذي أعاد تعريف مفهوم الأمن في المغرب، وربطه بمفاهيم الثقة، الكفاءة، والابتكار. وفي عالم تزداد فيه التحديات الأمنية تعقيدًا، يواصل المغرب، بقيادته الأمنية، ترسيخ حضوره كقوة استقرار إقليمي وشريك موثوق على الساحة الدولية.

Exit mobile version