Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ترويج “البوفا” بـ 50 درهما في الأحياء ينذر بكوارث إجتماعية

نبهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى الانتشار غير المسبوق لمخدر “البوفا” مطالبين بالتدخل إزاء الظاهرة ، وعبر حقوقيون عن قلقهم الكبير إزاء الانتشار غير المسبوق لاستهلاك مخدر “البوفا” والذي هو خليط من الكوكايين السيئ الجودة ومادة “الأمونياك”، والذي يتم توزيعه واستهلاكه وسط فئات واسعة نساء ورجالا.
وأوضحت الجمعية أن مما ساعد على هذا الانتشار الواسع الذي تؤكده إحصائيات مركز محاربة الإدمان ، انتهاج عصابات الاتجار في المخدرات لاستراتيجيات تجارية تروم تخفيض أثمنة جرعة هذا المخدر، والتي يتراوح ثمنها ما بين 40 و 69 درهما، من أجل توسيع قاعدة الإدمان والرفع من عدد الزبناء باستهداف حتى الفئات ضعيفة الدخل.
وأكد ذات البيان أن هذه الوضعية نتجت عنها معاناة حقيقة للعائلات التي تلاحظ بشكل يومي سقوط أبنائها في فخ تعاطي المخدرات وسهولة الحصول عليها، بعد أن أصبحت تباع بشكل علني في أحياء أغلبية مدن الشمال ، وهي عاجزة عن إخراج أبنائها من كابوس الإدمان وتقديم العلاجات الضرورية لهم بالرغم من الدور المهم الذي يقوم به مركز محاربة الإدمان .
وتزامت دعوات الحقوقية مع ما عرفته منطقة البرنوصي بالدار البيضاء حيث اضطر مفتش شرطة يعمل بالمنطقة الأمنية سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، لإستخدام سلاحه الوظيفي، زوال الخميس 30 ماي الجاري، لتوقيف شخص يبلغ من العمر 29 سنة، والذي كان في حالة تخدير متقدمة، وعرض حياة المواطنين وسلامة موظفي الشرطة للخطر بواسطة السلاح الأبيض .
واشارت المعلومات الأولية للبحث، أن المشتبه فيه، الذي كان تحت تأثير حالة التخدير نتيجة تعاطي المؤثرات العقلية، أقدم على تعريض تسعة أشخاص لإعتداء جسدي خطير بواسطة السلاح الأبيض، بدون سبب ظاهر، مما تسبب في وفاة أحد الضحايا وإصابة الباقين بجروح .
وخلال هذا التدخل الأمني، إضطر مفتش شرطة لإستخدام سلاحه الوظيفي مصيبا المشتبه فيه على مستوى أطرافه السفلى، مما مكن من تحييد الخطر وضبط المعني بالأمر، الذي تم نقله رفقة الضحايا للمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
وقد تم الإحتفاظ بالمشتبه فيه، تحت الحراسة الطبية بالمستشفى في إنتظار إخضاعه لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن الخلفيات والظروف الحقيقية المحيطة بإرتكاب هذه الأفعال الإجرامية الخطيرة.

و حذر تقرير لمعهد الدراسات الأمنية في إفريقيا من أن المغرب قد يواجه قريبا أزمة صحية حادة وزيادة في حوادث العنف والإجرام المرتبطة بمخدر “البوفا”، في حالة لم يتم اتخاذ تدابير سريعة وفعالة.
وأكد التقرير أن مكافحة “البوفا” أو ما يعرف بـ “كوكايين الفقراء”، تتطلب تعزيز الأطر القانونية والمؤسسية، حيث أن فرض عقوبات أشد صرامة على المتاجرين بالبشر، وخاصة أولئك المتورطين في تهريب الكوكايين أو الذين يتبين أنهم مسؤولون بشكل غير مباشر عن وفاة المستهلك، يشكل خطوة أولى مهمة.
وفي الوقت الحالي، يمكن الحكم على المستهلكين والمتاجرين الصغار والمتوسطين بالسجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، في حين يمكن سجن كبار المتاجرين لمدة تصل إلى 30 عامًا، ومع ذلك عادة ما يحكم عليهم بالسجن لمدة أقصاها 10 سنوات، حسب التقرير.
وفي الفترة ما بين غشت وشتنبر من العام الماضي، تم إلقاء القبض على 112 من تجار المخدرات من نوع بوفا، وتم ضبط ما يقرب من 1413 كجم من المخدرات في عملية منسقة شملت مختلف المدن المغربية. كما أدى تدخل إنفاذ القانون هذا إلى تفكيك ست حلقات مخدرات إجرامية تعمل في جميع أنحاء البلاد. وفي يوليوز 2023، تم إلقاء القبض على 15 شخصا بالدار البيضاء بعد العثور بحوزتهم على الأدوات والمكونات اللازمة لتصنيع البوفا.
وفي أكتوبر اعترضت قوات الأمن المغربية 1371 كيلوغراما من الكوكايين تم تهريبها إلى البلاد من إسبانيا. ورغم أن هذا المخزون لم يكن كله مخصصًا للسوق المحلية، إلا أنه يسلط الضوء على دور المغرب المتنامي كمركز إقليمي للكوكايين. وكلما زاد تدفق الكوكايين عبر البلاد، أصبح من الأسهل على المتاجرين والتجار تصنيع وتوزيع البوفا، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل.
واستدرك التقرير أنه “على الرغم من هذه المضبوطات وعدد الحالات التي تمت معالجتها، لا يزال أمام السلطات طريق طويل لتقطعه للقضاء على المشكلة.”
ويعرف التقرير مخدر البوفا بأنه عقار اصطناعي مصنوع من الكوكايين أو نفايات الميثامفيتامين البلوري المقطعة مع إضافات مثل حمض البطارية، وزيت المحرك، والشامبو، والملح، صودا الخبز والأمونيا.
وأشار إلى أن هذا المخدر الفتاك رخيص الثمن وسهلة الحصول عليها ومسبب للإدمان للغاية. ويتم استهلاكه مثل مخدر الكراك، حيث تدخن البوفا من خلال أنبوب مركب قارورة من صنع يدوي، وعلى عكس الكوكايين الذي يتم استيراده من أمريكا اللاتينية، يتم تصنيع البوفا محليا.
ويؤدي البوفا بسرعة كبيرة إلى الإمادن الشديد، أي أن جرعة واحدة إلى ثلاث جرعات كافية لجعل المستهلك مدمنا. بينما تشمل الآثار المدمرة أضرارا جسيمة على الصحة النفسية والجسدية للمستخدمين، حيث يمكن أن يسبب العدوان والعنف، ويرتبط بالفصام والبارانويا والاكتئاب، ويمكن أن يؤدي إلى التهابات الجلد والقروح وأمراض القلب والأوعية الدموية والضيق الرئوي ومشاكل في الكلى والحمى والصداع الشديد والأرق والتشنجات.
ظهر هذا المخدر المصنوع منزليا لأول مرة في الولايات المتحدة في الثمانينيات، وانتشر في أوروبا، وكان له أسماء عديدة مثل “كروكوديل” في روسيا و “إم إم سي3” في فرنسا. وقد أصبح شائعًا في اليونان عندما لجأ الناس إلى “سيسا” – أو “عقار التقشف” – كآلية للتكيف خلال الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويربط التقرير الأزمة الاقتصادية بانتشار هذا المخدر، “هناك أوجه تشابه بين اليونان والمغرب. في اليونان، غذت الأزمة الاقتصادية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين استهلاك البوفا، وفي المغرب، تزامن استخدام الدواء مع ظهور فيروس كورونا.”

Exit mobile version