Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تسليط الضوء على الوجود المغربي في المدينة المقدسة لما يزيد عن ألف عام

سلطت ندوة نظمت مساء أمس الخميس بالقدس المحتلة ، الضوء على الوجود المغربي المستمر في المدينة المقدسة والذي يجسد العلاقة التاريخية الطويلة المتميزة التي تربط المغاربة بالقدس الشريف لأزيد من ألف عام.

وعرفت الندوة ، التي نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف ومركز دراسات القدس في جامعة القدس ، بمناسبة مرور الألفية الأولى على الوجود المغربي في القدس ، مشاركة ثلة من الأكاديميين والمؤرخين والمثقفين والمهتمين ورؤساء مراكز أبحاث وطلبة وعدد من مغاربة القدس.

وقال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف ، السيد محمد سالم الشرقاوي ، في كلمة بالمناسبة ، إن الوجود المغربي في القدس يعد نموذجا محفوظا في أثر الأجداد ، الذين رسخوا اسم المغرب في هذه الربوع من باب المغاربة إلى حارة المغاربة ، واليوم من خلال المركز الثقافي المغربي ، الذي يقام على عقار تاريخي في ممر الآلام في قلب البلدة القديمة للقدس .

وتابع “من حظنا نحن المغاربة أن نكون أقرب من غيرنا في القدس إلى المسجد الأقصى . ومن حظنا كذلك أن لا يتأثر وجودنا في هذه المدينة بالعواصف والعوادي، فبقيت شواهد وآثار هذا الحضور قائمة ، شامخة إلى يومنا هذا”.

وأشار إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف اشتغلت وما تزال على توثيق بعض مظاهر هذا الوجود بنشر دراسات متخصصة تناولت حارة المغاربة ، و” الربعة المغربية ” المحفوظة في المتحف الإسلامي بالمسجد الأقصى .

وأكد السيد الشرقاوي أن المغاربة سيظلون أوفياء لهذا الإرث العظيم الذي تركه الأجداد في هذه المدينة المقدسة، أقوياء بحضارتهم الضاربة جذورها في أعماق التاريخ لأكثر من اثني عشر قرنا ، معتزين بروافد اله وية المغربية المتفردة ، ومؤمنين باحترام مبادئ التعددية والانفتاح والتسامح.

من جهته ، قال نظمي الجعبة ، أستاذ التاريخ بجامعة بير زيت ، إن الوجود المغربي المتواصل والمؤثر بالقدس الشريف والذي يدخل ألفيته الثانية ، يعود إلى صدر الإسلام ، مضيفا أن هذا الاستقرار يعتبر نقلة نوعية في العلاقة التي ربطت المغاربة بالقدس.

وأوضح أن هذه العلاقة “متعددة الأوجه والتأثير ، فبعد أن أخذت شكل الزيارة والتبرك ، والمجاورة في ظلال المسجد الأقصى ، أو الاحرام من القدس ، أو تقديس الحج بعد زيارة مكة ، أو حتى القدوم إلى القدس للنهل من علومها والتعليم فيها ، أصبحت مستقرا دائما “.

وتناول أستاذ التاريخ بالتفصيل مختلف مراحل العلاقة المستمرة للمغاربة بالمدينة المقدسة حتى يونيو 1967 حين هدم الاحتلال الإسرائيلي حارة المغاربة، الوعاء الذي شكل عنوانا للمغاربة بالقدس ، مشيرا إلى أنه بعد تدمير الحارة ، بقي غالبية سكانها واستقروا بباقي أحياء المدينة ، علاوة على أولئك الذين خرجوا من الحارة في الفترتين المملوكية والعثمانية.

وقال في هذا السياق إن ” تدمير حارة المغاربة قضى على وجود الحاضنة التي كانت تجمع المغاربة وثقافتهم الجمعية بالقدس الشريف ، لكنها لم تقض على العلاقة الوجدانية التي ربطتهم بالمدينة منذ صدر الإسلام حتى اليوم ” ، مؤكدا على أن ” هذه العلاقة لم تقتصر على مغاربة القدس ، بل ضمت سكان كل غرب العالم الإسلامي حتى اليوم ، وهو الأمر الذي يلمسه الانسان حين يزور المملكة المغربية”.

Exit mobile version