Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تصريحات بنكيران المثيرة للجدل تعيده إلى صدارة المشهد السياسي

عاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، لإثارة الجدل مجددًا، بعد تصريحات أدلى بها خلال تجمع نقابي نُظّم في فاتح مايو الجاري من طرف الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزبه. وأثار بنكيران انتقادات حادة عقب وصفه مؤيدي تطبيع العلاقات مع إسرائيل بـ”الميكروبات والحمير”، وهي عبارات اعتُبرت غير مسبوقة من حيث حدّتها في الساحة السياسية الوطنية.

وأجمع متابعون للشأن السياسي المغربي على أن التصريحات الأخيرة تعكس استمرار بنكيران في توظيف خطاب شعبوي يعتمد على العنف اللفظي، في وقت تشهد فيه المملكة تحولات دبلوماسية واستراتيجية دقيقة، لا سيما على مستوى علاقاتها الإقليمية والدولية.

وفي تعليق على الموضوع، قال الباحث والمحلل السياسي محمد الأمين مشبال، صاحب مؤلف حول الخطاب الشعبوي لبنكيران، إن “اللجوء إلى توصيفات حادة ضد الخصوم أو المختلفين في الرأي هو سمة بارزة في خطاب الأمين العام للعدالة والتنمية”، معتبرا أن بنكيران ينهج أسلوب “التجريح الرمزي” من أجل النيل من صورة خصومه السياسيين أمام الرأي العام.

وأوضح مشبال،، أن بنكيران “لا يهدف من خلال خطاباته إلى بناء نقاش سياسي عقلاني، بل يسعى لتوظيف قضايا حساسة مثل التطبيع مع إسرائيل كأدوات في معركته السياسية، دون مراعاة لأبعادها الجيوسياسية المعقدة”.

وفي كلمته نفسها، وجّه بنكيران نقدًا لاذعًا لحكومة عزيز أخنوش، متهمًا إياها بالفشل في الوفاء بوعودها الانتخابية، كما طعن في شرعية النتائج التي قادت حزب التجمع الوطني للأحرار إلى رئاسة الحكومة، ملمحًا إلى “استعمال المال وتأثير السلطة في توجيه الناخبين”.

كما وجّه تحذيرًا صريحًا للمواطنين من “السقوط في فخ الوعود الانتخابية” في الاستحقاقات المقبلة المرتقبة عام 2026، معتبرا أن الشعار الذي ترفعه الحكومة، وهو “الدولة الاجتماعية”، لم يُفعّل فعليًا، على الرغم من كونه – بحسب تعبيره – شعارًا ملكيًا في الأصل.

ويرى محللون أن تصريحات بنكيران، رغم حدّتها، تعكس محاولة لإعادة تموقعه السياسي في ظل تراجع حزبه في الانتخابات الأخيرة، وذلك عبر استثمار تراجع شعبية الحكومة الحالية، وغياب منافسين قادرين على منافسته في فن الخطابة والتواصل الجماهيري

Exit mobile version