نبهت الجريمة البشعة في حق ضابط أمن بمدينة آسفي، الى الدور الريادي لعناصر الأمن في تقديم التضحيات للحفاظ على أمن و استقرار المغرب، ومستوى التدخلات الأمنية دفاعا عن حياة و أمن المغاربة و الأجانب، كما دقت ناقوس خطر ارتفاع الأفعال العنيفة في المجتمع، وترك المقاربة الأمنية الفاعل الوحيد لمواجهة العنف والجنون في الشارع العام، امام تنصل المجتمع المدني و الأحزاب من ممارسة أدواره في التوعية والتحسيس وانتشال المنحرفين الى فضاءات التربية والتكوين.
و فتحت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بمدينة آسفي بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مساء السبت 29 ماي الجاري، وذلك لتحديد ظروف وخلفيات إقدام شخص يبلغ من العمر 46 سنة، من ذوي السوابق القضائية، على تعريض موظف شرطة، برتبة ضابط أمن، للضرب والجرح المفضي للموت بواسطة السلاح الأبيض.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه ،حسب المعلومات الأولية للبحث، فإن المشتبه فيه باغت الضحية من الخلف وعرضه للضرب والجرح المفضي للموت بواسطة السلاح الأبيض، بسبب خلاف عرضي حول ثمن بعض السلع بسوق للمتلاشيات بمدينة أسفي، وذلك عندما كان الضحية يقضي أغراضه الشخصية بالسوق المذكور، وأضاف البلاغ أن هذا الحادث تسبب في وفاة موظف الشرطة الضحية الذي تم إيداع جثته رهن التشريح الطبي، بينما تم توقيف المشتبه فيه ووضعه تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن كافة الظروف والملابسات الحقيقية لهذا الفعل الإجرامي، وأفاد المصدر ذاته بأن المدير العام للأمن الوطني منح ترقية استثنائية لموظف الشرطة الضحية، البالغ من العمر 55 سنة، مع تكليف المسؤولين الأمنين بمدينة آسفي وبمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني بتقديم الدعم اللازم لعائلته، والتكفل بجميع مصاريف الجنازة.
وشهت مؤخرا أروقة الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، فضاءات لذاكرة شهداء الواجب الوطني، تصدرت خلالها الآية الكريمة “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاط، وتحمل لائحة مطولة من شهداء الواجب من أسرة الأمن الوطني، قضوا نحبهم وهم في خضم عملهم..
حميد اوجيل، عبد الحفيظ أيت كرجوم، سفيان أبو راضي، عبد الفتاح اليزيدي، عادل القيطة، محمد ويشو، حسن وانعيم، عبد الرحيم غنام، جيلالي سيفي، نور الدين حامض، أحمد ودريس، رشيد بدراش، محمد فرحان، رشيد شخطونة، مولاي اسماعيل العقيل، وليد عنان، حميد لمغاري، فؤاد الفحصي، و هم شهداء الواجب بين سنتي 2015 و2018، خرجوا ذات صباح من منازلهم، ولم يعودوا، تتعدد الأسباب والموت واحد، وتتعدد رتبهم الوظيفية بين ملازم شرطة وضابط أمن ومفتش شرطة وحارس أمن ومقدم رئيس.. منهم من تلقى رصاصة من زميله، ومنهم من تعرض لحادثة سير وهو يزاول مهامه في مدارة طرقية أو على متن دراجته المصلحية، أو أثناء إيقاف سيارة من أجل المراقبة، ومنهم من تعرض لاغتيال على أيدي مجرمين..
وكان المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف حموشي، خلال كلمة له وجهها إلى نساء ورجال الأمن الوطني بمناسبة الذكرى الـ65 لتأسيس الأمن الوطني، إن تاريخ 16 ماي هو محطة موشومة في أفئدة أسرة الأمن الوطني تستحضر فيها تضحيات الرعيل الأول من نساء ورجال الأمن، وأكد المسؤول الأمني ذاته أن الموعد منعطف حاسم في مسار إرساء وتثبيت الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أنه مناسبة لتقييم المنجزات واستشراف التحديات في مجال الأمن، بما يخدم أمن وسلامة المواطنين، “الذين نحن مؤتمنون على صون أمنهم أمام الله والوطن والملك.”
واغتنم الحموشي الفرصة لتثمين دور وتضحيات نساء ورجال الأمن الوطني بعرفان كبير طيلة فترة الطوارئ الصحية، عندما رابطوا في الشارع العام، بينما كان الحجر الصحي هو السائد، وعندما حرصوا على تأمين ممتلكات المواطنين، الذين كانوا آنذاك يلتزمون بتدابير الأمن الصحي وإملاءات التباعد الاجتماعي.
واستحضر المدير العام للأمن الوطني الأرواح الطاهرة لنساء ورجال الأمن، ومن قضوا نحبهم بسبب الجائحة، مقدمين أنفسهم فداء في سبيل خدمة أمن الوطن، متضرعا إلى الله بأن يتقبلهم في جنات الخلد بما قدموا من جميل العمل لفائدة وطنهم ومواطنيهم.
وأكد المتحدث ذاته أنه “كان لمخططات العمل التي حرصت أسرة الأمن على تطبيقها خلال فترة الطوارئ، سواء في مجال ضبط حركية التنقلات أو فرض إجراءات الحجر الصحي أو في زجر الجريمة وصون الأمن العام، الدور الكبير والإسهام البليغ في إنجاح الجهد العمومي لتدبير الجائحة الصحية والتخفيف من تداعياتها، هذا الأمر استوجب منكم، يورد حموشي مخاطبا نساء ورجال الأمن، تعبئة كبيرة وتضحيات جسيمة تقتضي التنويه والتقدير، كما استدعى أيضا تسخير إمكانيات وموارد لوجستيكية مهمة من جانب المديرية العامة للأمن الوطني”.
وأشار إلى أن المغاربة يعلقون آمالهم على موظفات وموظفي الأمن لمواصلة التعبئة خلال ما تبقى من فترة الطوارئ الصحية بنفس الحزم والعزم، داعيا إياهم إلى “التفاني في خدمة المواطنين في التزام دقيق بأحكام القانون، وفي تقيد صارم واحترام حقوق وحريات الأشخاص والجماعات”.
تضحيات الأمن للحفاظ على الإستقرار بالمغرب
