Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تفشي المخدرات بين المراهقين والشباب.. خمسة أسئلة لرئيسة الائتلاف الوطني لمكافحة المخدرات رشيدة المقرئ الادريسي

يشكل تعاطي المواد المخدرة واحدة من الظواهر المستعصية التي تتفشى بشكل مقلق داخل المجتمع، ولاسيما في صفوف المراهقين والشباب، وذلك رغم كل الجهود التي تبذلها الجهات الوصية وجمعيات المجتمع المدني للتصدي لها. في هذا الحديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، تجيب رئيسة الائتلاف الوطني لمكافحة المخدرات، رشيدة المقرئ الادريسي، عن خمسة أسئلة حول تقييمها لمدى انتشار هذه الآفة، والعوامل التي تزيد من تفشيها في صفوف المتمدرسين على الخصوص، والحلول التي تراها ناجعة للحد من زحفها.

1 – باعتباركم فاعلين في المجتمع المدني ومطلعين على ما يحدث في الميدان، كيف تقيمون ظاهرة تفشي المواد المخدرة ؟

جميع المهتمين بهذا الملف، سواء القطاعات الحكومية أو المجتمع المدني أو حتى على الصعيد الدولي، يتفقون على أن هناك ثلاثة متغيرات في تزايد مستمر، الأول هو ارتفاع العدد الإجمالي للمتعاطين للمخدرات، وذلك بالاستناد إلى الإحصائيات الخاصة بالوفيات بجرعات زائدة وحوادث العنف والقتل وحوادث السير تحت تأثير المخدرات. ويتمثل المتغير الثاني في انخفاض سن الاستعمال الأول للمواد المخدرة. ففي السابق كان متوسط السن عند بداية تعاطي المخدرات أكبر إلى حد ما (12 سنة)، مقارنة بما هو عليه الأمر حاليا (9 سنوات). أما المتغير الثالث، فيتصل بمقاربة العلاج التي أصبحت مختلفة وأكثر صعوبة، بسبب تعاطي الشخص في نفس الآن لعدة مواد مخدرة (القنب الهندي، الأقراص المهلوسة ، الهيروين، المستنشقات…)، بالإضافة إلى تناول الكحول وتدخين السجائر.

وتعزى هذه المتغيرات إلى عدة عوامل، من بينها كون جميع أماكن تواجد الشباب تكون مخترقة من طرف مروجي المخدرات الذين يقدمون عروضا مغرية وسخية من السجائر والشيشة والكحول وأنواع المخدرات بطرق ذكية وتتميز بالدهاء. وهم يعرضون هذا المنتوج على الخصوص، على المراهقين والشباب الذين يعيشون حالة هشاشة بسبب توتر العلاقة مع الأهل أو خلال فترة الامتحانات. كما ينضاف إلى ذلك تأثير تكنولوجيا الإعلام وخاصة جهاز الهاتف النقال الذي يساهم في انفتاح المراهق على عوالم مختلفة تجعله أكثر هشاشة ومقبلا على أي تغيير، حتى وإن كان يتعارض مع مصالحه وحاضره ومستقبله. وهناك أيضا مواقع وأغاني تدعو إلى تذوق المخدرات وتتحدث عن عوالم وهمية جميلة يدخلها المستهلك، مما يجعل المراهق غير قادر على الصمود أمام هاته المغريات.

2 – هل هناك إحصائيات دقيقة تعكس مدى انتشار المواد المخدرة، خاصة في صفوف المراهقين والشباب ؟

تقييم آفة تعاطي والإدمان على المخدرات في صفوف الشباب عموما، والمتمدرسين على الخصوص، بطريقة علمية، بدون أن نهول أو نهون منها، يقتضي اعتماد مؤشرات كمية ونوعية، ولاسيما الإحصائيات التي تهم المغرب، سواء الدولية منها أو الوطنية. ومن بينها المعطيات الوبائية التي ارتكز عليها البرنامج الوطني للوقاية والتكفل باضطرابات الإدمان (2018- 2022) والتي تشير إلى أن نسبة الإدمان على المخدرات تصل إلى 8,2 في المائة. غير أن هذه النسبة لا تتوافق بشكل كبير مع إحصائيات جمعيات المجتمع المدني. فقد كشفت دراسة ميدانية في مدينة فاس شملت عشر مؤسسات تعليمية (إعدادي، ثانوي) عن أرقام أكثر خطورة وأشد رعبا، حيث أظهرت أن 39,8 في المائة

Exit mobile version