Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تقرير استخباراتي أمريكي: مؤامرة فرنسية جزائرية لمحاصرة المغرب في إفريقيا

كشف تقرير استخباراتي أمريكي عن مؤامرة فرنسية جزائرية لمحاصرة دور المغرب في إفريقيا، وحمل التقرير، الذي أنجزه مكتب الاستخبارات والبحوث عنوان “حليفنا التاريخي في شمال إفريقيا في حاجة إلى دعمنا العاجل”، حيث كشف الغطاء عن تفاصيل دقيقة لمؤامرة تم رسم خيوطها بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها إمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي إلى الجزائر، والتي تهدف إلى محاصرة مصالح المغرب على المستوى الإفريقي، ويعكس المخطط رغبة الطرفين في ضرب مصالح المغرب المتنامية في إفريقيا.
وقال التقرير، الموجه للديبلوماسيين الأمريكيين والذي يجمع المعلومات من مصادر متعددة، إنه خلال زيارة ماكرون المعلومة تم الاتفاق بين المديرية العامة للاستخبارات الخارجية الفرنسية ونظيرتها الجزائرية قصد التضييق على المغرب بالقارة السمراء.
وأشار المكتب في تقريره إلى أنه “بعد دور الرباط المتنامي في غرب إفريقيا ووسطها الذي تميز بنجاح مثير للإعجاب ، خاصة بعد دخول رأس المال الخليجي والخبرة الإسرائيلية في كثير من المشاريع المغربية على المستوى الأفريقي تمكنت الرباط من أن تصبح أكثر مصداقية في أفريقيا ، اقتصاديا و سياسيا وحتى دينيا”.
وحسب التقرير أيضا فإن الرباط قدمت للسوق الإفريقية تجربتها ومعرفتها ونموذجها الاقتصادي الذي يتكيف جيدا مع السياق الإفريقي وتجاوز فلسفة الربح الفاحش المتبع من طرف فرنسا إلى الاستثمار المنتج في النقل الجوي والبحري والخدمات المالية والمصرفية ومشاريع مشتركة في العديد من الصناعات بالإضافة لتصدير التجربة والمعرفة.
وأوضح التقرير أن هذا الاستثمار على مستوى القارة من طرف الرباط على أرضية رابح-رابح جعل العديد من الحكومات في غرب ووسط إفريقيا تفضل الشراكة مع المملكة المغربية على حساب فرنسا.
ووفق التقرير فقد جاء رد فعل فرنسا عبر اختيار التحالف الاستراتيجي مع إحدى مستعمراتها السابقة أي الجزائر، التي تكن عداء تاريخيا للمغرب منذ حرب الرمال سنة 1963 والتي انهزم فيها الجيش الجزائري أمام الجيش المغربي، ناهيك عن ملف الصحراء، الذي حققت فيه الرباط مكاسب تاريخية خصوصا بعد الاعتراف التاريخي لواشنطن بكون الصحراء أرض مغربية.

واختارت فرنسا هذا المحور لأن الجزائر ليست لديها اية رؤية استراتيجية وهدفها الوحيد هو محاصرة المغرب على المستوى الإفريقي وهي مستعدة أن تعطي كل شيء لفرنسا من أجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
وكشف التقرير عن اجتماعات سرية، ومنذ ستة أشهر، بين المخابرات الفرنسية والمخابرات الجزائرية، التي كانت من أهم أهدافها تكوين جبهة مغاربية ضد المغرب خصوصا بعد التقارب بين الرباط والقاهرة وطرابلس، وتوصلت الاجتماعات إلى ضرورة استمالة تونس وموريتانيا للجزائر بمساعدة فرنسية، وهكذا أعطت فرنسا الآمان لقيس سعيد كي يبقى في الرئاسة التونسية مقابل تغيير موقفه من قضية الصحراء كما تعهدت الجزائر بضخ كميات من المال إلى قيس سعيد، على أن تؤدي الجزائر أيضا ثمن صفقة من الأسلحة ستشتريها نواكشوط من باريس وأيضا دخول شركات فرنسية وجزائرية للاستثمار في المنطقة التجارية الحرة بنواذيبو.
مكتب الاستخبارات والبحوث نبّه إلى أن غضعاف المغرب ستكون تكلفته بتهضة على الأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا، التي ستكون لقمة سائغة في يد مجموعة “فاغنر” التي تمكنت من السيطرة على مجموعة من الدول الإفريقية نتيجة الضعف الفرنسي والتخبط العشوائي لسياستها الخارجية.

Exit mobile version