Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تقرير: الطبقة المتوسطة و الفقراء تساوت في المطالب بالمغرب

أظهرت نتائج البحث الوطني الذي نشره المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية حول “الرابط الاجتماعي 2023″، الاستقرار النسبي للنموذج المجتمعي المغربي في تميز الرابط الأسري على بقية الروابط الاجتماعية الأخرى، وكشف بحث المعهد، ضعف اهتمام المواطنين بالسياسية والانتخابات، والطابع المادي للمطالب الاجتماعية، و “التواكلية” كعلاقة بالدولة، وسجل أن الرابط الأسري يبقى أقوى رابط اجتماعي داخل المجتمع المغربي، بينما لا يزال الرابط السياسي الأكثر هشاشة ضمن الروابط الاجتماعية كلها.
وجاء ضمن نتائج البحث أن “التغييرات التي أحدثتها العولمة الثقافية والثورة التكنولوجية بعيدة كل البعد عن زعزعة التمثلات الفردية والهوية الوطنية المغربية، لكن يبقى تأثيرها على الرابط الاجتماعي آخذا في البروز بشكل أوضح في صفوف سكان المناطق الحضرية والأجيال الشابة والأفراد ذوي الرأسمال الثقافي أو الاقتصادي العالي”.
وأشار أن التسلسل الهرمي للمطالب الاجتماعية التي عبّر عنها المغاربة سلط الضوء على هيمنة المطالب المادية، بما في ذلك تحسين القدرة الشرائية والعمل للجميع، بما فيها الطبقة الوسطى التي انضمت إلى الفقراء في مطالبهم.
و كشفت نتائج البحث الوطني الذي نشره المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية حول “الرابط الاجتماعي 2023” أن الفقر والظلم الاجتماعي والرشوة من بين العقبات الرئيسية التي تحول دون العيش بسلام في المغرب.
وأكد البحث، الذي نُشر على الموقع الرسمي للمعهد، أن هذه العوائق تفوق المشاكل الثقافية التقليدية الأخرى مثل الفردية واللامبالاة، بينما تراجعت الفظاظة والتطرف الديني إلى المراتب الأخيرة.
وأضاف البحث أن الهوية المغربية، وفقاً لاستطلاعات 2011 و2016 و2023، تُعرف أولاً وقبل كل شيء بالانتماء إلى الإسلام وحب الوطن والتعلق بالوحدة الترابية للمملكة.
وفيما يتعلق بالمسألة اللغوية، أظهر البحث انخفاضاً طفيفاً في تفضيل الثنائية اللغوية (بين العربية والأمازيغية) كخيار لغوي لدى المغاربة في عام 2023، حيث لا تزال تهيمن على ما يزيد قليلاً عن نصف المواقف بنسبة 50.8%. ويشير هذا التطور إلى أن الهوية الأصلية ذات البعد اللغوي قد تشكل تحدياً للرابط الوطني، خاصة أن المطالبة بالثنائية اللغوية غالباً ما تحملها حركات ذات صلة ثقافية/إقليمية أو أجنبية قوية.
وفي مجال التعليم، أعرب ما يقرب من ثلاثة أرباع المغاربة عن تفضيلهم للعربية الفصحى كلغة أولى، بينما تضاعف معدل تفضيل الدارجة ثلاث مرات منذ عام 2016، إلا أنه لا يتجاوز 11% في عام 2023.
كما أظهر البحث أن إضفاء الطابع الرسمي على الأمازيغية، خاصة كلغة تعليم، لم يلقَ صدى كافياً لدى المغاربة، حيث لا تزال المطالب المتعلقة بهذا الموضوع تُعتبر “مسألة نخبوية”. ويظهر ذلك جلياً في بقاء نسبة تفضيل الأمازيغية كلغة رئيسية للتعليم عند 5% بين عامي 2016 و2023.
وأكد البحث أن الديناميات الجديدة في استخدام اللغات الدولية وتعلمها تعكس تأثير الانفتاح الدبلوماسي على الفضاء الأنجلوسكسوني. فبينما لا يزال تفضيل اللغة الفرنسية مهيمناً، انخفض من 63.5% في عام 2016 إلى 36.9% في عام 2023، في مقابل زيادة كبيرة في تفضيل اللغة الإنجليزية، حيث ارتفعت النسبة من 12% في عام 2016 إلى 22% في عام 2023.

Exit mobile version