Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تقييم وضعية الجامعة يسبق تقييم وضعية كرة القدم

 

 

تعقد جامعة الكرة لقاء تواصليا،للوقوف على وضعية اللعبة بالمغرب،وذلك يوم الاثنين المقبل  بمشاركة رؤساء أندية القسم الوطني الأول والثاني وفرق الهواة،

ورؤساء العصب الجهوية، فضلا عن الودادية الوطنية لمدربي كرة القدم، واللاعبين.

وإذا كان البلاغ الصادر عن الجامعة بخصوص هذا الاجتماع قد تجاوز الإشارة إلى الخوض في النكسة التي خلفها الإقصاء المبكر للمنتخب المغربي

من كأس إفريقيا التي كان الرهان عليها كبيرا لعودة حقيقية للمغرب إلى القارة السمراء رياضيا، كما عاد إليها سياسيا واقتصاديا وتنمويا بمفهوم رابح – رابح،

فإن سؤالا جوهريا ظل يفرض نفسه قبل توقف المشاركة التي استنزفت  الملايير عند حاجز دور ثمن النهاية،وهو ما هي وضعية كرة القدم بالمغرب؟ .

الواقع يؤكد أن المنتخب الوطني يتكون في مجمله من لاعبين لا يربطهم  بالوطن غير الجنسية الأولى،حيث أنهم من أبناء الجالية المقيمة بالخارج،

وإضافة إلى حملهم جنسيات ثانية ،فقد تم تكوينهم في مدارس أوروبية مختلفة المستوى ويمارسون ببطولات خليجية يغلب عليها طابع الترفيه أكثر من طابع التنافسية الحقيقية ،

كما أن الواقع يؤكد أن  الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي تدور بأغلى ميزانية على الصعيد الإفريقي ( بقرابة 92 مليار )،

تصرف جزءا ضخما منها على بطولة محلية لا تعترف بها ولا بقيمة لا عبيها ، وهي تدرك تمام الإدراك أن الأندية التي تمارس بهذه البطولة

لا تتوفر في معظمها على الهامش الأدنى من آليات الإنتاج الحقيقي، بداية من مراكز تكوين اللاعبين في الفئات الصغرى مرورا بالمدربين الأكفاء ونهاية

عند افتقادها لإدارات تقنية قادرة على تأطير المدربين .

وضعية الكرة المغربية تؤكد أيضا أن البطولة الوطنية  تفرز ديربيا سنويا بين الرجاء والوداد البيضاويين،

يعتبر من بين أقوى الديريبيات العالمية  يساهم في الدورة الاقتصادية و يشد  إليه الأنظار وترتفع فيه حدة المنافسة الكروية

بين الفريقين كما تشتد بين  بين جماهيرهما إلى درجة الموت أحيانا وإلى الشغب و الاعتقالات دون أن يفرز لاعبا لائقا بالمنتخب الوطني .

الوضعية الحقيقية للكرة الوطنية يؤكدها واقع نهضة بركان الذي ظل فريقا في الحضيض قبل أن يصعد نجمه إلى الأفق مع تولي رئيسه فوزي لقجع

رئاسة الجامعة ليصبح فريقا مهاب الجانب، بطلا لكأس العرش ومنافسا قويا على البطولة وعلى كاس الاندية الإفريقية

لكن من دون ان ينتج لاعبا واحدا قادرا على حمل القميص الوطني.

التقييم الحقيقي لوضعية كرة القدم لا يجب أن يبدأ بتوقيف الأطر الإدارية بالجامعة الملكية لكرة القدم وإنما بضرورة إدخال المجلس الأعلى للحسابات على الخط،

أولا، لفهم أين يذهب المال العام الذي تم تمكين جامعة الكرة منه من دون تحقيق نتائج تذكر،

وثانيا لمحاسبة كل المحسوبين على تدبير شأن  الكرة الوطنية من دون أدنى  روح وطنية ،

لأنه لو كانت هناك روح وطنية لكان التفكير في خصد النتائج أكثر من التفكير في المشاركة وفي التبدير الأعمى .

بإلقاء نظرة على المنتخبات التي حققت نتائج إيجابية و بمدربين من أبناء الوطن و بتشكيلات مخضرمة تجمع بين اللاعب المحلي

و المحترف كما هو الشأن بالنسبة لمنتخبي الجزائر و السينعال اللذين سبخوضان المباراة النهائية،

وجب على المسؤولين على الكرة المغربية أن يتحلوا بكامل الشجاعة الأدبية، وليقدموا الحساب المادي و المعنوي ،

كما تقتضي هذه الشجاعة في من يرى نفسه عير قادر على تدبير وتسيير الرياضة عامة و كرة القدم خاصة أن يقدم استقالته.

Exit mobile version