Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تناقضات الريسوني بخصوص التطبيع…أفتى بالتطبيع ويقيم قرب مكتب إسرائيلي

كتبنا قبل سنوات، وقبل أن ينتقل أحمد الريسوني، رئيس علماء الإخوان المسلمين، من السعودية حيث كان “بروليتاريا” في موسوعة للقواعد الفقهية إلى قطر حيث سيشتغل وفق قواعد اللعب الجديدة، أن الرئيس الأسبق للتوحيد والإصلاح، وقبل أن يصبح رئيسا لا يشتغل لوحده وإنما لفائدة جماعته، أي بعدما يصبح رمزا من خلال المؤسسات الدينية في الشرق يتم استعماله لتوجيه الضربات للمغرب من هناك. كان في السابق يستعمل علاقاته مع الإعلام المسحوب على التوجهين التركي والقطري، وبعدما أصبح رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء الإخوان أضحى يستعمل هذه المنصة، حيث إنه في كل مرة يوجه بيانات تحريضية ضد بلده إن بقي له ارتباط بهذا البلد.
قبل سنة أفتى أحمد الريسوني بجواز زيارة القدس، وهي فتوى للتطبيع بإجماع العلماء وفصائل المقاومة الفلسطينية بمن فيها فتح وحماس، وكنا قد تطرقنا لهذا الموضوع، من باب إقامة الحجة على المتاجرين بالقضية الفلسطينية، وكان المرصد المغربي لمحاربة التطبيع، الذي ليس سوى واجهة لحركة التوحيد والإصلاح برئاسة محسوب على القوميين، قال بأنه سيسأل “الأخ الريسوني” عن خلفيات الفتوى لكنه لم يفعل ذلك.
المرصد الذي ينتفض لأي شيء لم يسأل الريسوني لحد الآن. ولن يسأله أبد الدهر لأن القصة بمجملها مجرد تبادل للأدوار، والتعويض النفسي عن الجبن التاريخي لأبناء الحركة بجهاد عن طريق المراسلة، ولأن ضريبة الحديث باسم فلسطين واحتكار ذلك ليست غالية بل تساوي صفرا عندهم.
لم يؤد أبناء التوحيد والإصلاح أي ثمن في ذلك بينما الآخرون أدوا الثمن غاليا، ولهذا لا نعتقد بل نجزم أن نصال هؤلاء من أجل فلسطين لا يعدون أن يكون جهادا بالمراسلة.
الريسوني الرافض للتطبيع في بيان تحريضي هو صاحب الفتوى المذكورة، وهو الذي يقيم فيمكتب الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي لا يبعد إلا بخطوات عن مقر مكتب الاتصال الإسرائيلي بقطر. لم يصدر عن الاتحاد بالأمس واليوم أي موقف تجاه التطبيع القطري، بل لا تصدر مواقف تجاه إسرائيل نفسها، والرئيس المؤسس الشيخ القرضاوي أعطاهم الآمان إن هم ساعدوا الثوار في سوريا. يعني الجماعات التكفيرية.
الاتحاد الذي يترأسه الريسوني يعقد جل مؤتمراته في تركيا. هذا البلد الذي يربط علاقات مع إسرائيل منذ 1949، وهي العلاقات التي تطورت في عهد أردوغان، الذي يتقن مسرحيات مواجهة الصهاينة لكن لا يتورع في زيارة تل أبيب ولا يرف له جفن وهو يضع إكليل زهور على النصب التذكار لتيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية، التي انبثقت عنها دولة إسرائيل، دون الحديث عن حجم المبادلات التجارية بل دون الحديث عن الشركات التي يقيمها ابنه بلال وصهره بيرق مع الإسرائيليين.
أي معنى يبقى لمناهضة التطبيع من شيخ التطبيع نفسه الذي أباحه بفتوى دينية وهي جرأة على الله أولا قبل أن تكون جرأة سياسية؟

Exit mobile version