Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

تناقل الحكايات بالمغرب والبعد الإفريقي للأغنية الغيوانية محور لقاء بالرباط

شكل تناقل الحكايات في المغرب والبعد الإفريقي الغيواني محور لقاء انتظم أمس الخميس بالرباط في إطار الندوة الدولية التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية حول موضوع “الثقافة الشفوية، سجل متميز للتخاطب أم حاجز لإفريقيا”.

وتوقفت نجيمة طاي طاي غزالي، رئيسة جمعية “لقاءات للتربية والثقافات”، في مداخلة بالمناسبة، عند أهمية دور الجدات والحكاواتيين الذين يضطلعون بدور مهم في تناقل الحكايات.

واستحضرت السيدة غزالي في هذا الصدد جدتها، والحكواتي المغربي البارز ياسين الركراكي (103 سنة)، الذي حضر هذا اللقاء، لأنه أتاح الرغبة في إجراء دراسات واعتماد مسار مهني يتمحور حول حماية التراث الشفوي المغربي.

واستعرضت غزالي التي تحدوها الرغبة في الحفاظ على هذه التقاليد الشفوية في أصالتها، العديد من المبادرات التي قامت بها في مجالات التكوين والإبداع من خلال الحكي، وذلك عبر إشراك المجتمع المدني في الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الشفهي وتناقله.

وأشارت في هذا الصدد إلى مختلف المشاريع التي أتيحت لها فرصة الاشتغال فيها بما في ذلك برنامج “سبك الحكاية” التربوي، والذي يهدف إلى تكوين الطلبة ليصبحوا حكواتيين عبر جعل الجدات في محور عملية التناقل، وبرنامج آخر يسلط الضوء على دور “الحلايقية” باعتبارهم فنانين من خلال تزويدهم بالتكوين والدعم اللازمين، إضافة إلى مهرجان “مغرب الحكايات” الذي يهدف إلى الترويج لمهنة الحكواتي وإعادة الدينامية للساحات العمومية عبر هذا الفن، ودعم الحكواتيين التقليديين للترافع عن حقوقهم.

من جهته، توقف الأستاذ الجامعي عبد الحي صديق، عن أصول الغناء الغيواني الذي تجسده الفرقة الموسيقية المغربية “ناس الغيوان” التي بدأت بتقديم مقطوعات شفهية، في محاولة لتجسيد “الحلقة” التي تتخللها فقرات موسيقية، مما مكنهم من تشكيل مجموعتهم وتحقيق شهرة في المغرب وخارجه.

وبحسب صديق، فإن البعد الإفريقي/المغربي للأغنية الغيوانية يستمد جوهره من ريبيرتوار سيدي عبد الرحمن المجدوب، الشاعر الصوفي المغربي الشهير، فيما تتميز الأغنية الأفرو-غيوانية بثلاثة أبعاد موسيقية هي الإيقاع والملحون والتوجه الجمالي لموسيقى الطرق الصوفية و”غناوة”، مما يدل على تجذر في أفريقيا جنوب الصحراء، إلى جانب “العيطة” (الأغنية الاحتجاجية للفلاحين).

وأبرز المتدخل في هذا الصدد الحاجة إلى الترجمة لتكريس عالمية الأغنية الغيوانية، داعيا في الوقت ذاته إلى ما وصفه ب”الترجمة الشفوية” (وهو مصطلح ابتكره صديق) في هذه العملية، بحيث يتم التعامل مع الأغنية باعتبارها نصا مكتوبا وغنائيا أيضا.

وتقترح هذه الندوة الدولية المنظمة في إطار أنشطة كرسي الآداب والفنون الإفريقية على مدى ثلاثة أيام (1 – 3 مارس ) اكتشاف الغنى الثقافي الإفريقي وتسليط الضوء على الآداب الشفوية.

ويشارك في هذه الندوة باحثون وفنانون من المغرب وغينيا وبوركينا فاسو والسينغال وموريتانيا ومدغشقر والغابون والكاميرون

Exit mobile version