Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

توقع إصابة عشرات الآلاف بـ” كورونا” بالمغرب

يتوقع أن يعرف المغرب إصابة عشرات الآلاف من المصابين بفيروس كورونا خلال الأسابيع القليلة المقبلة ، الأكثر من ذلك أن هذا الفيروس الفتاك لا يمكن توقيفه بالمغرب بالقدر الذي يمكن إنقاذ حياة مصابين عن طريق خطط احترازية استباقية .
مركز طفرة للأبحاث بالرباط ، واستنادا إلى يوسف أولحوت دكتور علم الأوبئة وعلم إحصاء الأحياء،والأستاذ الباحث بجامعة مانشستر وبمدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد الأمريكية ، قال ينبغي أن نتوقع ظهور عشرات الآلاف من الحالات في المغرب في الأسابيع المقبلة، مشددا على أن أكثر التوقعات تشاؤماً تشير إلى أن المرض يمكن أن ينتقل إلى أكثر من نصف السكان إذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية جدية على الفور.
هذه الأرقام ليست مبالغ فيها، يقول المركز ، وتستند إلى معدل التكاثر الأساسي “R_0” من 2 إلى 3. وبعبارة أخرى، الافتراض هو أن كل شخص مصاب سينقل الفيروس إلى شخصين أو 3 أشخاص آخرين في المتوسط ، مقابل 1.3 للإنفلونزا. في مثل هذا التكوين، سيتضاعف عدد الحالات كل يومين إلى 3 أيام.
حقيقة أخرى مثيرة للقلق، يقول المركز هي أن فترة حضانة الفيروس هي حوالي 5 أيام في المتوسط، ولكن يمكن أن تأخذ هذه الفترة (حضانة الفيروس) من 2 إلى 14 يومًا، مع فترة الكمون (التي لا تظهر فيها أعراض المرض) حوالي يومين إلى 4 أيام. هذا يعني أنه يمكن أن لا ظهر أعراض المرض على المريض، لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، ولكنه يمكن أن ينقل الفيروس. يعد هذا اختلافًا مهمًا عن الإنفلونزا الموسمية، وهو ما يفسر جزئيًا التحدي الإضافي الذي تواجهه السلطات العمومية.
المركز أضاف أن منظمة الصحة العالمية (OMS) أعلنت أن وباء Covid-19 أصبح وباء،وحتى كتابة هذه السطور، تم تسجيل أكثر من 138 ألف حالة إصابة وأكثر من 5000 حالة وفاة في 131 دولة.
في المغرب، يقول المركز تم الإبلاغ عن 18 حالات حتى الآن. من المحتمل جدًا أن يكون العدد الفعلي للحالات أعلى من 10 إلى 100 مرة، نظرًا لأن عدد الحالات المكتشفة يعكس عدد الاختبارات التي أجرتها السلطات العامة وليس عدد انتقال الفيروس حقيقة في الميدان. لكن ما هو مؤكد هو أن هناك بالفعل عمليات انتقال جماعية للفيروس، وأن عدد الحالات سوف يرتفع في الأسابيع القادمة. فالهدف لم يعد هو احتواء الفيروس، ولكن تأجيل انتقاله.
وتشكل كورونا فيروس أو SARS-CoV-2 خطرًا وشيكًا على المغرب ونظامه الصحي الهش، ورغم ان الكثير من الناس يقارنون هذا الفيروس بالإنفلونزا في ظل وجود الفوارق الكبيرة ، إلا أن عدد حالات الإنفلونزا ينتشر على مدى ثمانية أشهر أو أكثر، في حين أن حالات Covid-19 تزداد بشكل أكبر في بضعة أسابيع، كما نلاحظ حاليًا.
و يشكل الفيروس حسب ” طفرة” تحديًا كبيرا حيث يحتاج ما يقرب من 10 إلى 20 %من الأشخاص المصابين إلى المستشفى، وفقًا لأحدث الأرقام من الصين وإيطاليا. ويتطلب جزء كبير منهم العناية المركزة. كذلك من المهم ملاحظة أن ما بين 60 بالمئة و 80 %من المصابين بالفيروس سيكون لديهم أعراض تُشبه أعراض الأنفلونزا وبالتالي سيتم تقدير أنهم لا يحتاجون إلى دخول المستشفى.كما يشكل تحديا حقيقيا للنظام الصحي خصوصا في بلدان الجنوب، إذ سيواجه المغرب حالة صحية حرجة في تدبيره لأن قدرته الاستشفائية محدودة للغاية، في الوقت الذي لا يوجد في المغرب إلا 1.1 سرير لكل 1000 نسمة، وقد انخفضت هذه القدرة بشكل مطرد منذ الستينيات،وهذا أقل بكثير من إيطاليا (3.2)، والصين (4.2)، والجزائر (1.9)، وكوريا الجنوبية (12.3)، التي واجهت جميعها صعوبات. كما أن المعلومات الأساسية عن السعة القصوى من حيث أسرة العناية المركزة ومعدات التهوية المتاحة فهي غائبة.
واستنادًا إلى الحد الأدنى من التقديرات الحالية التي اقترحها جميع علماء الأوبئة في حالة غياب تدابير وقائية مناسبة، فلنفترض أن 20 % فقط من السكان البالغين يحملون الفيروس (تتراوح التقديرات من 20 إلى 60 %). فمن المرجح أن لا يتم تشخيص غالبية الحالات، وأن هذه الأرقام لن تنشر إلا على مدى عدة أشهر يضيف مركز” طفرة”، الذي أكد أنه تبعا لهذه الفرضية، سيكون لدى المغرب ما يقرب من 4 ملايين حالة (مرة أخرى ولكي لا يكون المعطى مقلقا فإن ذلك في حالة عدم وجود تدابير وقائية مناسبة)، منها حوالي 10 بالمئة تتطلب حالتها الدخول إلى المستشفى. لذلك سوف نحتاج إلى 400.000 سرير في المستشفيات، ويحتاج جزء كبير منها إلى العناية المركزة والتهوية. ومع ذلك، لا يوجد في المغرب حاليًا سوى 30.000 إلى 40.000 سرير، أي أقل بعشر مرات من الضرورة، بالإضافة إلى نقص الأطباء والعاملين في المستشفى.
وقال المركز لقد فات الأوان لاحتواء الفيروس، ولكن هناك العديد من الإجراءات الوقائية التي أثبتت فعاليتها من أجل تأخيرانتشار الوباء.
فتجارب الوباء التاريخية، كالحالة الأخيرة لكوريا الجنوبية، تُعلمنا أن تاخير انتشار الوباء هو أفضل استراتيجية في هذه المرحلة. ووفقًا لخبراء منظمة الصحة العالمية ، من الضروري اختبار الحد الأقصى لعدد الأشخاص، لتتبع أصل الانتقال إلى عزل جميع المصابين، إذ يساعد الاختبار المكثف والتحقيق والحجر الصحي على إبطاء انتشار الوباء. وهو فعال جد فعال.
اليوم، يجب توجيه الجهود نحو إبطاء انتشار الفيروس، من أجل تسطيح “منحنى الوباء” (الشكل 3). فكل إجراء لإبطاء الفيروس يوفر لنا الوقت ويقلل على الأرجح من الحجم الكلي للوباء. إذ من بين أكثر التدابير فعالية الابتعاد الاجتماعي:
1-إنشاء مسطرة لاختبار مكثف يركز على جيوب العدوى، تحديد المرضى، إختبار أقاربهم ووضع تدابير الحجر الصحي.
2-يجب على جميع الشركات التي يمكنها العمل عن بعد القيام بذلك على الفور.
3-الحد من انتقال الفيروس من خلال حظر التجمعات البشرية. وهذا يشمل ألعاب كرة القدم وحفلات الزفاف وغيرها من الاحتفالات والمواسم وصلاة الجمعة. وفي الأيام الأخرى، يجب إقامة مسافة مترين بين المصلين في المساجد.
4-إنشاء نظام فرز في المستشفيات، وتدريب أكبر عدد من الموظفين على الإجراءات الواجب اتباعها، وتعبئة طلبة الطب.
5-تخزين المعدات الطبية: الأقنعة، المراوح الطبية ventilateurs ومنتجات النظافة.
6-محاولة توسيع القدرة الاستيعابية للمستشفيات عن طريق تأجير الفنادق، أو إنشاء مستشفيات متنقلة.
7-إنشاء خطوط ساخنة لإبلاغ الناس، وتوقع عددًا كبيرًا من المكالمات من الأشخاص الذين يشتبهون في وجود عدوى. وهذا يفرض التدريب السريع لوكلاء مراكز الاتصال على إجراءات النظافة والوقاية الضرورية.

Exit mobile version