Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ثورة الملك والشعب….خطاب المعايير الدقيقة

خلاصة الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب هي “العهد الذي بيننا وبينهم هو الصحراء المغربية.. فمن لم يعترف بها فقد خرق العهد الذي بيننا وبينه”. أن تصبح مغربية الصحراء معيارا للعلاقات بين المغرب وباقي الدول، يعني تحولا كبيرا في مفهوم سيادة الدولة. المغرب بقيادة جلالة الملك أصبح يفرض شروطه في لحظة تاريخية مهمة، ولم يعد يقبل من الدول، بغض النظر عن أهميتها في الجغرافية السياسية، أن تتعامل بمعايير مزدوجة بخصوص قضية الصحراء المغربية، والحد الأدنى في الموقف هو الإقرار بصوابية مقترح الحكم الذاتي.
ولهذا فالخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب هو خطاب الحسم والتذكير، فهو من جهة قدم حصيلة للمنجزات التي تحققت عبر الدبلوماسية الملكية، إذ حقق المغرب إنجازات كبيرة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لصالح الموقف العادل والشرعي للمملكة، بخصوص مغربية الصحراء.
وحتى يكون جلالة الملك أكثر دقة في هذا الخطاب، بعيدا عن عموم اللفظ والكلام، قام جلالته بتقديم حصيلة جهود المغرب في الدفاع عن قضيته بالأرقام، سواء تعلق الأمر بالدول التي فتحت قنصليات بحاضرتي الصحراء المغربية، عيون الساقية الحمراء والداخلة جوهرة وادي الذهب، أو تعلق الأمر بالدول الإفريقية التي تساند الموقف المغربي والتي أصبحت هي الأغلبية.
أما النتائج التي حققها المغرب على المستوى الدولي فهي كبيرة جدا، انطلاقا من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، يوم 10 نونبر 2020، وهو اعتراف وموقف دولة ثابت وقار غير مرتبط بتغير الحكومات، ثم تلاه الموقف الإسباني الذي يساند المقترح المغربي للحكم الذاتي، وهو موقف مهم جدا لأن إسبانيا هي المستعمر السابق للأقاليم الجنوبية المغربية وهي تعرف جيدا الملف.
وهذا التأكيد هو رسالة موجهة إلى بعض الدول التي ما زالت مواقفها متذبذبة أو غامضة، مثل الموقف الفرنسي، حيث لا يمكن الفصل بين الملفات في أية علاقة شراكة بين المغرب وأية دولة كيفما كانت، ولن يقبل المغرب أنصاف المواقف، ولن يوقع اتفاقيات تجارية ما تتضمن المغرب الموحد بصحرائه. وقد ذكر جلالة الملك عدة دول من محيط فرنسا دون أن يذكرها بما يعني أن كثيرا من الكلام موجه إليها.
وإذا كانت المناسبة شرطًا فإن مناسبة هذا الكلام هي ذكرى ثورة الملك والشعب، وبالتالي طالب جلالته بأنه لا يمكن مواصلة الانتصارات دوليا دون تعزيز الجبهة الداخلية، فثورة الملك والشعب متواصلة ومستمرة وهي عنوان السيادة، وعندما نتحدث عن الجبهة الداخلية، فنحن نتحدث عن الوجود المغربي كيفما كان وأينما كان، وبالتالي جزء من هذا الوجود هو الجالية المغربية التي يبلغ تعدادها خمسة ملايين مغربي بالإضافة إلى اليهود المغاربة الذين يشكلون عنصرا مهما في تصريف السياسات الدولية المغربية.
الخطاب مضمون ورسالة، مضمونه هو التأكيد على الانتصارات، ورسالته أن المغرب قام بتعزيز موقعه دوليا وقاريا وإقليميا، وهو الموقع الذي يخوله أن يكون شريكا دوليا ورقما أساسيا في المعادلات الدولية، لكن لابد من وحدة بعنوان “ثورة الملك والشعب” قصد استثمارها في تحصين المكتسبات، وفي الدفاع عن حوزة المغرب ووحدته، فالأداة للانتصار والمحافظة على الانتصار هي اللحمة الداخلية والتماسك الاجتماعي.

Exit mobile version