Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

جدل في الرباط بسبب “مجتمع الكوير”.. الجمعية الدولية للسوسيولوجيا في مرمى الانتقادات

في خطوة وُصفت بالمفاجئة والمثيرة للاستغراب، أعلنت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA) عن تنظيم اجتماع تأسيسي لما أسمته “شبكة السوسيولوجيين الكوير” (Queer ISA Network – QISA)، وذلك ضمن فعاليات المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا المرتقب انعقاده في العاصمة المغربية الرباط، ابتداءً من الأسبوع المقبل.

الإعلان، الذي نُشر مساء الخميس 3 يوليوز 2025 على الصفحة الرسمية للجمعية، لم يخلُ من الغموض، إذ لم يُحدد مكان الاجتماع واكتفى بالإشارة إلى أنه سيُعقد “مساء الإثنين” ويليه “عشاء غير رسمي”، ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط الأكاديمية المغربية والعربية، التي رأت فيه تجاوزًا سافرًا للسياق الدستوري والثقافي للمملكة.

ويُنظر إلى هذا التحرك، الذي جاء خارج البرنامج الرسمي للمنتدى، على أنه محاولة لفرض أجندة أيديولوجية تتعارض مع القيم الراسخة في المغرب، لا سيما في ظل تصاعد التوتر بسبب مشاركة باحثين إسرائيليين في نفس التظاهرة. وقد سبق للجمعية الدولية أن علّقت عضوية الجمعية الإسرائيلية للسوسيولوجيا تحت ضغط حملات المقاطعة الأكاديمية.

في هذا السياق، تصاعدت الأصوات المطالبة بتدخل الدولة المغربية بشكل عاجل من أجل إلغاء أو منع هذا الاجتماع. واعتبر العديد من الأكاديميين والفاعلين المدنيين أن المنتدى لا يجب أن يكون بوابة لتمرير مفاهيم تتناقض مع الهوية الثقافية والدينية للمغرب، خاصة أن مضامين الاجتماع تثير حساسية قانونية وأخلاقية واضحة.

ويعكس هذا الجدل حالة الانقسام داخل علم الاجتماع العالمي بشأن إدماج مفاهيم “الكوير” في البحوث والنقاشات الأكاديمية، في ظل غياب إجماع حقيقي حول طبيعة هذا الحقل وأدواته. ففي الوقت الذي تعتبر فيه بعض الجامعات الغربية مفاهيم النوع والهوية الجنسية جزءًا من حقول بحثية قائمة الذات، ترى أوساط أخرى أنها لا تتعدى كونها “أدوات أيديولوجية” تُفرض بالقوة الناعمة في غير بيئاتها.

لم يصدر إلى الآن أي توضيح رسمي من الجمعية الدولية لعلم الاجتماع بخصوص دوافع تنظيم هذا الاجتماع على هامش المنتدى، كما لم يعلّق رئيسها جيوفري بلاييرس على الانتقادات التي انهالت على الجمعية منذ الإعلان عن الاجتماع. ومن المرتقب أن تعرف الأيام القليلة المقبلة تطورات حاسمة.

Exit mobile version