قال أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أمين السعيد، إن الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب يقد م إطارا عاما للقضية الوطنية والجالية المغربية باعتبارهما موضوعين مركزيين.
وأبرز السعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإطار الأول يتعلق بتقييم الدبلوماسية المغربية، بينما يرتبط الإطار الثاني بتطوير السياسة العمومية المتعلقة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج.
كما أشار إلى أن الخطاب الملكي عد د أهم المحطات الإيجابية لقضية الصحراء المغربية على المستوى الدولي، انطلاقا من مقاربة مبنية على جدية وواقعية مخطط الحكم الذاتي، وهو ما عبرت عنه العديد من الدول الوازنة، مسجلا في هذا الصدد ربط الخطاب الملكي لمسلسل الإنجازات الدبلوماسية المغربية باستمرارية الموقف الأمريكي في ظل التحولات الرئاسية، وأبعاد الموقف الإسباني الإيجابي، والتطورات الجديدة في مواقف مجموعة من الدول الأوروبية.
ولفت في هذا السياق إلى الإنجازات التي تجلت في تحول المواقع والمواقف الدولية لصالح مخطط الحكم الذاتي، والتي تجسدت من خلال فتح أزيد من ثلاثين دولة لقنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن جلالة الملك جدد الدعوة بشكل صريح لمختلف الشركاء التقليديين والجدد بضرورة الخروج من المنطقة الرمادية وتوضيح موقفهم من مغربية الصحراء.
من جهة أخرى، أشار الأستاذ الجامعي إلى أن الخطاب الملكي حدد التوجهات الكبرى لتصحيح السياسة العمومية المتعلقة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذلك من خلال جرد المرتكزات الأساسية لهذه السياسة العمومية المبنية على استفادة مغاربة العالم من الفرص الاستثمارية، داعيا إلى وضع مخطط سريع وواقعي في أفق الانتقال من الإدارة المعرقلة إلى الإدارة المحفزة، وهو ما لن يتأتى، بحسب السعيد، إلا من خلال تكثيف الجهود والعمل على تبسيط المساطر ومنح الدعم والمواكبة الدائمة لمغاربة العالم.
وخلص الأكاديمي إلى أن الخطاب الملكي منح طابعا خاصا لهذه الفئة التي ي عول عليها كمحرك أساسي للتنمية والاستثمار والانخراط في المشاريع الكبرى، وهو ما عب ر عنه جلالة الملك بضرورة إحداث آلية خاصة، مهمتها مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها.
