تعليمات ملكية سامية موجهة لكل من يعنيه الأمر قصد تأمين خروج سليم للمغاربة القاطنين بالسودان أو الذين ترافق وجودهم مع الأحداث الأليمة في هذا البلد الشقيق، حيث استطاعت الجهات المعنية توفير قافلة من الخرطوم إلى بورت سودان، ولله الحمد والمنة أن جميع المغاربة لحد اليوم سالمون من أي مكروه، وكانت سفارة المملكة المغربية بالخرطوم وجهت تنبيها للمغاربة كي يبقوا بعيدين عن أماكن الصراع العنيف الدائر بين مكونات الجيش السوداني.
أينما كان المواطن المغربي في أي بقعة من بقاع العالم هناك عناية ملك عظيم ترعاه وتصله إلى حيث هو، ودون أن يطلب شيئا، فهذه العناية منبعثة من روح الإحساس بالمغاربة أينما حلوا وارتحلوا.
أينما وقعت أحداث أو استشكالات في بلد من البلدان إلا وكان جلالة الملك واقفا جنب مواطنيه حتى لو كانوا بضعة أشخاص، لأن المواطنة لا تحسب بالعدد ولا بالكم، فهي عنوان انتماء للوطن وخير من يجسد هذا الانتماء هو جلالة الملك محمد السادس، الذي جسد روح المواطنة بدءا من الدستور ومرورا بعشرات القضايا ولا نهاية لتعبيرات المواطنة الملكية.
مغاربة العالم دائما في عيون جلالة الملك، وذات يوم عبّر عن غضبه الشديد من مصالح وزارة الخارجية بالسفارات والقنصليات والطريقة التي تتعامل بها مع المغاربة، وأعطى أوامرة السامية بالتعامل بأسلوب جيد مع مواطنينا بالخارج حتى لا يشعروا بالضيق، كما وضع رهن إشاراتهم مصالح للشكايات.
يتعامل جلالته مع مغاربة العالم كمواطنين يعملون سفراء لبلادهم في بلدان الإقامة، وكلما كان المواطن مرتاحا في معيشه وأموره الإدارية وغيرها كان خير سفير لبلاده، وكم من الناس في أنحاء المعمور لم يعرفوا المغرب إلا بسلوكات مواطنيه الموجودين في كل بقاع الدنيا.
مع كامل الأسف الشديد الحكومة تسير عكس التيار وتسير عكس الرؤية الملكية، ولا ترى في مغاربة العالم سوى مهاجرين هم مصدر للعملة الصعبة، بينما المواطن المغربي في العالم وأينما حل وارتحل هو العملة الصعبة التي تمثل بلادنا.
وكان جلالته قد قال في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب “لايفوتني هنا أن أوجه تحية إشادة وتقدير لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع التي يتواجدون بها. والمغرب، والحمد لله، يملك جالية تقدر بحوالي 5 ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم”.
فمغاربة العالم، حسب جلالته، يشكلون حالة خاصة في هذا المجال، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم. ذلك أن قوة الروابط الإنسانية والاعتزاز بالانتماء للمغرب لا يقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين؛ وإنما يتوارثه جيل عن جيل، ليصل إلى الجيلين الثالث والرابع.
مغاربة العالم متشبثون ببلدهم وملك البلاد يرد الجميل في كل وقت وحين وعند الحاجة يكون أقرب إليهم من أي وقت كان.
جلالة الملك محمد السادس ومغاربة السودان
