Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

جلالة الملك يرسم خارطة طريق الاستثمارات الاقتصادية بالصحراء المغربية

حدد خطاب جلالة الملك محمد السادس في الذكرى ال45 للمسيرة الخضراء ، معالم خارطة طريق للاستثمارات الاقتصادية التي ستنج مستقبلا في الأقاليم الجنوبية، حيث أرسى الخطاب الملكي أسس رؤية استراتيجية تروم استثمار مؤهلات وإمكانات الواجهة الأطلسية لجنوب المغرب، عبر تفعيل الرؤية الملكية للجهة لجعلها واجهة بحرية للاندماج الاقتصادي والتموقع كقطب رئيسي للإشعاع القاري والدولي.

وأفاد باحثون، أن ميناء الداخلة الذي أشار إليه جلالة الملك في هذا الخطاب سيساهم في تنمية المبادلات الاقتصادية، وسيشكل منصة قوية وتنافسية للاستثمارات، من أجل تقوية دينامية الأعمال على المستوى الدولي، موضحين ” أن جلالة الملك حدد معالم تطور اقتصادي جديد يرتكز على اقتصاد بحري في المناطق الجنوبية للمملكة، وأن الرؤية الملكية تدعو الفاعلين الاقتصاديين إلى تثمين الإمكانات المهمة التي يزخر بها المجال البحري لهذه الجهة من المغرب.

وأشار الباحثون، الى انه ” من شأن هذه الرؤية الملكية أن تمكن هذه المنطقة من فرض ذاتها كفضاء ذي قيمة جيوسياسية، وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي. وسجل السيد معتضد أن الخطاب أعطى أيضا للمخطط الأزرق بعدا جديدا، ومجال عمل جديدا، من خلال جعله رافعة استراتيجية في خدمة إنعاش القطاع السياحي بالمنطقة. وخلص الأستاذ الجامعي إلى أن هذه الرؤية الملكية المبتكرة ستجعل من الأقاليم الصحراوية وجهة حقيقية للسياحة البحرية، وفضاء جديدا للتنمية الاقتصادية والاستثمار.

و قال الخبير الاقتصادي المتخصص في تقييم السياسات العمومية مهدي الفقير، إن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، أكد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتثمين قطاع الطاقة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأوضح الفقير، أن الخطاب الملكي أكد أن التركيز على قطاع الطاقة الشمسية في هذه الأقاليم ، يمكن أن يسهم في تعزيز دينامية النمو المستدام من خلال الانخراط المشترك للدولة والمؤسسات العمومية بالمنطقة، وتابع أن هذه المنطقة استطاعت تدعيم مكاسبها وتقليص فجواتها لتحقيق النمو الذي يتطلب قبل كل شيء الاستفادة من الموارد السمكية وإمكانياتها من الطاقة المتجددة لجعلها رافعة حقيقية للتنمية المستدامة والمندمجة.

وأشار الخبير الاقتصادي أيضا إلى أن جلالة الملك سلط الضوء على الإمكانات العديدة في المجال البحري التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية، بالإضافة إلى تنوع مورادها السمكية، وهو ما يحتم ضرورة إطلاق دينامية جهوية للتنمية وتثمين هذه الثروة من أجل تشجيع وجذب الاستثمار العمومي والخاص، وسجل أن “هذا التثمين سينعكس ليس فقط في إضفاء الطابع المهني على استراتيجية مخطط أليوتيس في هذه المنطقة فحسب ، وإنما أيضا من خلال تعزيز المؤهلات السياحية، وخاصة بفضل قطاع السياحة الجهوية الذي يعتمد على المؤهلات الطبيعية والموروث الثقافي المحلي”.

وإلى جانب ذلك، يرى الفقير أن الخطاب الملكي هو دعوة لجعل المسيرة الخضراء رافدا حيويا لمواصلة تنمية الأقاليم الجنوبية، وسجل أن جلالة الملك، وضع الخطاب في سياقه الجيوسياسي من خلال تناول هذه المحطة البارزة في مسيرة استكمال الوحدة الترابية للمملكة والجهود المختلفة المبذولة في هذا السياق والتي تؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

و قال عبد الرزاق الهيري، الأستاذ الباحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، إن الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال 45 للمسيرة الخضراء يجسد خطوة متجددة على طريق التقدم الاقتصادي والاجتماعي للمملكة عموما ولأقاليمها الجنوبية بوجه خاص، وأوضح الباحث أن جلالة الملك شدد على ضرورة تثمين مؤهلات الأقاليم الجنوبية على مختلف الأصعدة، ليس فقط لتعزيز تنمية المنطقة بل لجعلها أيضا قاطرة بين المغرب وافريقيا مبرزا أن الغاية تتمثل في الانخراط بفعالية في مسلسل طموح للاندماج القاري الافريقي.

وأشار الى أن الخطاب الملكي أبرز أن تحقيق هذه الأهداف يقتضي عمليات متواصلة من خلال ارساء البنيات الاساسية الكبرى في أفق النهوض بالقطاعات المستقبلية الواعدة التي تخدم الرخاء السوسيو اقتصادي لأقاليم الجنوب مضيفا أن الأمر يتعلق أساسا بميناء الداخلة الأطلسي والمنشآت الضرورية لتحلية مياه البحر وانتاج الطاقات المتجددة.

و يلاحظ مدير مختبر تنسيق الداراسات والأبحاث والتوقعات الاقتصادية، أن جلالة الملك أطلق مقومات مشاريع مهيكلة ذات انعكاسات ملموسة، وتوقع الهيري أن تمكن هذه المشاريع من انعاش قطاعات اقتصادية واعطاء دينامية جديدة سوسيو اقتصادية في الأقاليم الجنوبية اعتمادا على التجربة الراسخة التي راكمها المغرب في هذه القطاعات الاقتصادية.

Exit mobile version