Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

جلالة الملك يرسم خارطة طريق العمل الحكومي ويحذر من الإجهاد المائي

تنبيه ملكي من المزايدات السياسية في تدبير الماء

رسم خطاب جلالة الملك محمد السادس الموجه للبرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية الحالية، المعالم الأساسية للعمل البرلماني و الحكومي ضمن أولويات رئيسية في مجال الماء والنهوض بالاستثمار، محذرا جلالته من الجهاد المائي، ومن المزايدات السياسية في مجال تدبير الماء في المدن و القرى، قبل أن يشدد جلالته على تطوير آفاق الاستثمار في المغرب كسبيل لخلق فرص الشغل.

واجمع اكاديميون على أن وضعية الإجهاد المائي الذي يعيشها المغرب على غرار عدة بلدان أخرى بالمنطقة، فإن صاحب الجلالة قد أكد على أهمية معالجة قضية الماء في كل أبعادها بالجدية والمسؤولية المطلوبتين بعيدا عن أي مزايدات سياسية أو توترات اجتماعية، وأبرز أن صاحب الجلالة أكد في خطابه السامي على ضرورة النهوض بالاستثمار كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أن جلالته لفت الانتباه إلى الارتباط القائم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي للاستثمار، مما يعني أن تفعيل البرامج الاجتماعية كتعميم التغطية الاجتماعية، يتطلب تمويلا مهما لا يمكن تعبئته إلا عبر الاستثمار، وأبرز في هذا الصدد، أن المغرب يعتمد الميثاق الوطني للاستثمار من أجل ضخ دينامية قوية في الاقتصاد وضمان تنمية حقيقية للنسيج الاقتصادي وجميع القطاعات الإنتاجية.

وأشار إلى أن صاحب الجلالة قد شدد على أهمية تعزيز المراكز الجهوية للاستثمار ، والتنزيل الأمثل للميثاق الوطني للاتمركز الإداري ، وتبسيط ورقمنة المساطر ، وتسهيل الحصول على العقار والطاقات الخضراء، والدعم المالي لحاملي المشاريع.

و أكد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان نبيل حمينة، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الجمعة، إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية الحادية عشرة، يدعو إلى معالجة جادة لإشكالية الموارد المائية وتعبئة جماعية ومسؤولة للنهوض بالاستثمار، وأشار حمينة، إلى أن جلالة الملك دق ناقوس الخطر بشأن الطابع الهيكلي للإجهاد المائي ، ومركزا على التحديات الملحة المتعلقة بإشكالية تدبير الماء في بلادنا التي تمر حاليا بفترة جفاف شديد.

وأشار إلى أن الخطاب الملكي حدد كقاعدة مجموعة من التوجهيات الاستراتيجية القادرة على تحقيق الأهداف المتوخاة، من حيث التدبير المسؤول والعقلاني للموارد المائية في بلادنا، ومنها ضرورة إطلاق مبادرات ومشاريع طموحة باستخدام الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة والاستغلال المعقلن للمياه الجوفية.

وذكر حمينة أن الخطاب الملكي تضمن مجموعة من التوجيهات الاستراتيجية تتسم بالمسؤولية والنجاعة والصرامة بهدف مواجهة التحديات مع اعتماد سياسة استباقية من حيث التدبير المعقلن للماء وتدارك التأخر الحاصل في هذا الميدان، وبخصوص النهوض بالاستثمار، أشار حمينة إلى أن خطاب صاحب الجلالة يندرج في إطار استمرارية استراتيجيات التنمية في مجال الاستثمار، من أجل بلوغ الأهداف المتوخاة، يضيف السيد حمينة، فإن صاحب الجلالة قد حث الحكومة بشراكة مع القطاعين الخاص والبنكي على ترجمة التزامات كل منهما إلى ميثاق وطني للاستثمار.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء عز الدين خمريش، أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الجمعة أمام البرلمان خلال افتتاح الدورة التشريعية، يأتي ضمن موضوع حيوي جدا، لأنه وضع الأصبع على جميع الإشكاليات المرتبطة بالسياسة والحكامة المائية، وأضاف هذا الأكاديمي وهو أيضا منسق ماستر ” القانون الدولي والترافع الدبلوماسي”، أن الخطاب الملكي جاء ليدق ناقوس الخطر بشأن وضعية الموارد المائية بالمغرب، وشدد على ضرورة مواجهة هذه الوضعية من خلال خطط واستراتيجيات فعالة وواقعية.
و تطرق جلالته، إلى مشكل الجفاف الذي يقع في قلب الاستراتيجيات المستقبلية للمغرب، وفي صلب الأولويات التي يجب التعاطي معها في إطار السياسات العمومية الآنية والمستقبلية، حيث احتل مشكل الجفاف وندرة المياه صلب الخطاب الملكي، وتابع أن جلالة الملك شدد كذلك على أن تدبير الموارد المائية يطرح نفسه بإلحاح، خاصة أن المغرب يمر بمرحلة جفاف صعبة، هي الأكثر حدة منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبالتالي لابد من ترشيد استعمال هذه المادة الحيوية و التحسيس بأهميتها لدى كافة المواطنين.

Exit mobile version